نام کتاب : صفة الصفوة نویسنده : ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 283
لقد رأيتك على حالين فيهما عجب: حالك في قدمتي الأولى وحالك هذه! قالت: لا تعجب فإن الذي رأيت من حالي الأولى أني كنت فيما رأيت من الخير والسعة، وكنت لا أصاب بمصيبة في ولد ولا في خول ولا مال ولا أوجه في تجارة إلا سلمت، ولا يبتاع لي شيء إلا أربح فيه فتخوفت أن لا يكون لي عند الله عز وجل خير، فكنت مكتئبة لذلك، وقلت: لو كان لي عند الله خير ابتلاني. فتوالت علي المصائب في ولدي الذي رأيت، وخولي ومالي، فما بقي لي منه شيء، ورجوت أن يكون الله عز وجل قد أراد بي خيراً فابتلاني، وذكرني ففرحت لذلك وطابت نفسي.
قال: فانصرفت فلقيت عبد الله بن عمر فأخبرته خبرها فقال: أرى والله هذه ما فاتها أيوب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بقليل، لكني قد تخرق مطرفي هذا، أو كلمة نحوها، فأمرت به أن يصلح فلم يعمل كما كنت أريد فأحزنني ذلك. انتهى ذكر أهل البحرين.
ذكر المصطفين من أهل الدينور:
659 - ممشاد الدينوري رضي الله عنه
أبو بكر الرازي قال: قال ممشاد: طريق الحق بعيد والصبر مع الحق شديد.
وقال: ما أقبح الغفلة عن طاعة من لا يغفل عن برك، وعن ذكر من لا يغفل عن ذكرك.
وقال: صحبة أهل الصلاح تورث في القلب الصلاح، وصحبة أهل الفساد تورث فيه الفساد.
صحب ممشاد يحيى الجلاء ونظراءه من المشايخ، وتوفي في سنة تسع وتسعين ومائتين رضي الله عنه.
659 - هو: الدينوري ممشاد، حارس همته العالية، وغارس خطراته الآتية، كان يقول: ما أقبح الغفلة عن طاعة من لا يغفل عن برك، وما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك حلية الأولياء 10/377.
660 - أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الصائغ الدينوري
ممشاد قال: خرجت ذات يوم إلى الصحراء فبينما أنا مار إذا أنا بنسر قد فتح جناحه فتعجبت منه فاطلعت فإذا بأبي الحسن الصائغ الدينوري قائم يصلي والنسر يظله.
أبو عثمان المغربي قال: لم أر فيمن رأيت من المشايخ أكثر هيبة من أبي الحسن الصائغ.
أسند أبو الحسن الحديث وتوفي بمصر سنة ثلاثين وثلاث مائة.
نام کتاب : صفة الصفوة نویسنده : ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 283