نام کتاب : صفة الصفوة نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 38
وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه؟ قال فنظر إلي وأنا من أحدثهم سناً فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه.
قال سلمة: فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسول صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغياً وحسداً، فقلنا: ويلك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى وليس به.
ذكر بدء دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام:
روى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو من أول ما أنزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفياً ثم أمر بإظهار الدعاء.
وقال يعقوب بن عتبة: كان أبو بكر وعثمان وسعيد بن زيد وأبو عبيدة بن الجراح يدعون إلى الإسلام سراً، وكان عمر وحمزة يدعوان علانية، فغضبت قريش لذلك.
ذكر طرف من معجزاته صلى الله عليه وسلم:
اعلم أن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، ونحن نذكر طرفاً منها: وأكبر معجزاته الدالة على صدقة القرآن العزيز الذي لو اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثله لم يقدروا وكفى به.
عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين حتى نظروا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا" [1]. أخرجاه في الصحيحين والروايات في الصحيح بانشقاق القمر عن ابن عمر وعباس وأنس.
وعن عمران بن حصين قال: كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا أسرينا حتى إذا كانا في آخر الليل وقعنا تلك الوقعة، ولا وقعة عند المسافر أحلى منها، قال: فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان وكان يسمّيهم أبو رجاء ونسيهم عوف، ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان رسول الله. صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ لانا لا ندري ما يحدث أو ما حدث له في نومه.
فلما أستيقظ عمر ورأى ما أصاب وكان رجلا أجوف جليداً قال فكبر ورفع [1] صحيح: أخرجه البخاري في كتاب المناقب حديث 3636. باب 27. سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ومسلم في كتاب صفة القيامة حديث 2800. باب 8. انشقاق القمر.
نام کتاب : صفة الصفوة نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 38