فإذا كان هو الشأن مع الحيوان البهيم فأجدر بالإنسان أن يتغير خلقه، ويتبدل طبعه إلى حد الاعتدال، وذلك إن أخذ برياضة نفسه، وسياستها، وحملها على المكارم[1].
وهذا الأمر هو الذي تسنده أدلة الشرع والواقع.
أما أدلة الشرع فكثيرة جدا، فهي تحث على التحلي بالفضائل، والتخلي من الرذائل.
ولو كان ذلك غير ممكن لما أمر به.
قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:14] .
وقال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:9] .
ففي هاتين الآيتين دليل على أن الأخلاق تتغير، وأن الطباع تتبدل؛ ذلك أن حسن الخلق من الفلاح، والفلاح ينال بالتزكية.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه" [2]. [1] انظر: إحياء علوم الدين3/55ـ56، وجوامع الآداب في أخلاق الأنجاب للقاسمي، ص4. [2] أخرجه الخطيب في تاريخه9/127.
قال المناوي في فيض القدير2/570 "قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف"انتهى.
ولم يبين وجه ضعفه؛ لأن فيه إسماعيل بن مجالد، وليس بمحمود".
ورمز لضعفه السيوطي في الجامع الصغير كما في فيض القدير، وقال الألباني في الصحيحة342: "إسناده حسن أو قريب من الحسن".