ويقبس من أخلاقهم؛ فمجالستهم تنساق بصاحبها إلى الحضيض، فكلما هم بالنهوض والتحلي بمكارم الأخلاق، والتخلي عن مساوئها ـ عوقوه، وثنوه، فعاد إلى غيه، واستمر على جهله وسفهه.
24ـ قلة الحياء:
فقلة الحياء مظهر من مظاهر سوء الخلق، وهي في الوقت نفسه سبب من أسباب سوء الخلق؛ ذلك أن الحياء خصلة حميدة، تبعث على فعل الجميل وترك القبيح، فإذا قل حياء المرء لم يعد يبالي بسفول قدره، وسوء خلقه، ولم يجد ما يبعثه للنهوض إلى اكتساب الفضائل، ولا ما يرفعه عما هو مستغرق فيه من الرذائل.
يعيش المرء ما استحيا بخير
...
ويبقى العود ما بقي اللحاء
إذا لم تخش عاقبة الليالي
...
ولم تستحي فاصنع ما تشاء
25ـ الطمع والجشع:
فهما من موجبات الذلة والحقارة، ومن أسباب سقوط الجاه والمنزلة؛ فحب المال هو الذي ينزع من فؤاد الرجل الرأفة، ويجعل مكانها القسوة والفظاظة.
وإذا غلب طمع أو جشع على قلب فإنه يستشعر ذلة، ويتدثر صغارا، وتعلوه مهانة، وتكسوه حقارة.
26ـ وجماع ذلك كله ـ ضعف الإيمان:
ذلك أن الإيمان جماع كل خير، فإذا ما ضعف أو فقد، فإن صاحبه لن يبالي بالمكرمات، ولن يأنف من النزول في حضيض الدركات.
فهذه بعض الأسباب الحاملة على سوء الخلق.