ارتكبوه، ولا لخطأ فعلوه، وإنما هكذا يوحي إليه طبعه، وتدعوه إليه نفسه.
وهذا الخلق مركب من الكبر، وغلط الطبع، فإن قلة البشاشة استهانة بالناس، والاستهانة بالناس تكون من الإعجاب والكبر.
وقلة التبسم ـ وخاصة عند لقاء الإخوان ـ تكون من غلظ الطبع، وهذا الخلق مستقبح وخاصة بالرؤساء والأفاضل[1].
فالعبوس وما يستتبعه من كآبة، واضطراب نفس ـ دليل على صغر النفس.
أما النفوس الكبيرة فيكتنفها جو السكينة، والطمأنينة[2].
قيل لحكيم: "من أضيق الناس طريقا، وأقلهم صديقا؟
قال: من عاشر الناس بعبوس وجه، واستطال عليهم بنفسه"[3].
3ـ سرعة الغضب:
وهذا مسلك مذموم في الشرع والعقل، وهو سبب لحدوث أمور لا تحمد عقباها؛ فكم حصل بسببه من قتل وطلاق، وفساد لذات البين، ونحو ذلك مما ينتج عن الغضب.
بل إن من الناس من إذا غضب حمله غضبه على التقطيب في [1] انظر تهذيب الأخلاق للجاحظ ص 32. [2] انظر أقوال مأثورة وكلمات جميلة د. محمد لطفي الصباغ، ص 181. [3] أقوال مأثورة ص 187.