responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سوء الخلق نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 128
وإذا كان الصفح عن الزلات من أفضل خصال الحمد ـ فإن أحق الناس بأن تتغاضى عن هفواتهم، وتتجنب لومهم وتعنيفهم ـ رجال عرفت منهم المودة، ولم يقم لديك شاهد على أنهم صرفوا قلوبهم عنها.
فلو أخذت تعنف من إخوانك كل من صدرت منه هفوة لم تلبث أن تفقدهم جميعا، ولم يبق لك على ظهر الأرض صديق غير نفسك التي بين جنبيك.
والحاصل أن ما يصدر من الصديق إن كان من قبيل العثرة التي تقع في حال غفلة، أو كان خطأ في اجتهاد في الرأي ـ فذلك موضع الصفح والتجاوز، ولا ينبغي أن يكون له في نقص الصداقة أثر كثير أو قليل.
وأما إن كان عن زهد في الصحبة، أو انصرافا عن الصداقة فلك أن تزهد به، وتقطع النظر عن صداقته، وهذا موضع الاستشهاد بمثل قول الكميت:
وما أنا بالنكس الدنيء ولا الذي ... إذا صد عني ذو المودة يقرب
ولكنه إن دام دمت وإن يكن ... له مذهب عني فلي فيه مذهب
ألا إن خير الود ود تطوعت ... له النفس لا ود أتى وهو متعب
والفرق بين عثرة قد تصدر من ذي صداقة وبين جفاء لا يكون إلا من زاهد في الصداقة ـ يرجع فيه الرجل إلى الدلائل التي لا يبقى معها ريب.
والتفريط في جانب الصديق ليس بالأمر الذي يستهان به؛ فلا

نام کتاب : سوء الخلق نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست