responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سوء الخلق نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 124
ما يحدث تقاطعا، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة[1].
فالمداراة مما يزرع المودة والألفة، ويجمع الآراء المشتبة، والقلوب المتنافرة.
"والمداراة ترجع إلى حسن اللقاء، ولين الكلام، وتجنب ما يشعر ببغض أو غضب، أو استنكار إلا في أحوال يكون الإشعار به خيرا من كتمانه.
فمن المداراة أن يجمعك بالرجل يضمر لك العداوة مجلس، فتقابله بوجه طلق، وتقضيه حق التحية، وترفق به في الخطاب"[2].
قال أحد الحكماء:
وأمنحه مالي وودي ونصرتي ... وإن كان محني الضلوع على بغضي
وقال الشافعي رحمه الله:
إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع الشر عن بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد حشا قلبي محبات[3].
بل إن المداراة قد تبلغ إلى إطفاء العداوة، وقلبها إلى صداقة.
فما أحوج المرء إلى هذه الخصلة الحميدة، خصوصا مع من لابد له من معاشرته، أو ممن يتوقع الأذى منه.
قال ابن الحنفية: "ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم

[1] انظر: رسائل الإصلاح1/131.
[2] رسائل الإصلاح1/131.
[3] ديوان الشافعي، ص 28 جمع الزعبي
نام کتاب : سوء الخلق نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست