لعطاء الجند، وأمر مناديه، فنادى: أين عمرو بن جرموز ـ وهو الذي قتل أباه الزبير ـ فقيل له: أيها الأمير، إنه قد تباعد في الأرض.
فقال: أو يظن الجاهل أني أقيده بأبي عبد الله؟ فليظهر آمنا؛ ليأخذ عطاءه موفرا.
فعد الناس ذلك من مستحسن الكبر"[1].
ومثل ذلك قول بعض الزعماء في شعره:
أو كلما طن الذباب طردته ... إن الذباب إذا علي كريم[2].
"وأكثر رجل من سب الأحنف وهو لا يجيبه، فقال ـ يعني الساب ـ: والله ما منعه من جوابي إلا هواني عليه"[3].
وفي مثله يقول الشاعر:
نجا بك لؤمك منجى الذباب ... حمته مقاذيره أن ينالا4
"وشتم رجل الأحنف، وجعل يتبعه حتى بلغ حيه، فقال الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته، وانصرف؛ لا يسمعك بعض سفهائنا، فتلقى ما تكره"[5].
وقيل للشعبي: فلان يتنقصك ويشتمك، فتمثل الشعبي بقول كثير:
هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت6 [1] أدب الدنيا والدين، ص 253. [2] أدب الدنيا والدين، ص 253. [3] أدب الدنيا والدين، ص 253.
4 أدب الدنيا والدين، ص 253. [5] عيون الأخبار1/287.
6 بهجة المجالس2/436.