responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان نویسنده : المشتولي، محمد بن حميد    جلد : 1  صفحه : 43
وعليك بمجانبة الظلمة والبعد عنهم. قال سيدي أبو الحسن الشاذلي - رحمه الله -: ينبغي مجانبة الظلمة. قال عارف من أصحابه: وصدق - رضى الله عنه - قال: بمجانبة الظلمة تقع السلامة في الدين، لأن صحبة الظلمة تكشف نور الإيمان، وبمجانبتهم تكون أيضاً النجاة من عقوبة الله تعالى. (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) وقال بعض العلماء: ينبغي للإنسان أن لايسكن في أماكن الظلمة مخافة أن يصيبهم بلاء فيصاب أو يسرق طباعه من طباعهم.
النهي عن الأماكن المذمومة:
وقال بعض العلماء: ورد الني عن الأماكن المذمومة وقال: روى أبو داود عن علي رضى الله عنه أنه أدركته الصلاة في " أرض بابل " فأخر الصلاة حتى خرج الناس وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنها أرض ملعونة " وكذلك " أرض ثمود " فإنها قد حل بها الغضب، وكذلك " ديار قوم لوط " و " وادي مُحَسّر " وأشباه ذلك. عن النبي صلى الله عليه وسلم: فيما يروى عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبدي؛ إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تَظَّالموا) . وعن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ". وقال علي رضى الله عنه: " ويل للباغين من أحكم الحاكمين والعالم بضمير المضمِرين ".
فصل
في معاملة أهل الذمة
وأكثر ما يقع من المفاسد من أهل الذمة والاختلاط بهم واستعمالهم
اعلم أنه قد تيسر للفقير كراسة من كلام الشيخ الإمام العالم العلامة جمال الدين عبد الرحيم الإسنائي الشافعي - رحمه الله - تتعلق بمعاملة أهل الذمة فيما يلائمهم وكتبتها في الكتاب وذلك لافتقار أهل زماننا إلى ذلك فإنه قد عمت البلوى بالاختلاط معهم والمؤانسة لهممن الجهال وغيرهم من أهل الفلاحة والزراعة، ومن يجعل نفسه تحت ولاياتهم بسبب صرف أو استخراج مال وما أشبه ذلك - نسأل الله السلامة والعافية من ذلك، وله الحمد والمنة، ونقول: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من خلقه قال الله: (وإذْ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) وهذه الآية يسيرة وألفاظها قليلة أرجو إن شاء الله تعالى لمن أهَّلهَ الله للوقوف عليها والعمل بما فيها حصول خير عظيم له وللمسلمين في العاجل والآجل؛ فلا يرجع إلى وسوسة الشيطان في تأخير النظر فيها، ومراجعتها مرة بعد أخرى والعمل بما فيها فإنه عدّو يجري منك مجرى الدم قال الله تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) وقال تعالى: (فبسر عبادِ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) وقال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وقال تعالى: (الذين أنْ مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) وقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) وقال صلى الله عليه وسلم: " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليطبعن الله على قلوبكم ثم لتكونن من الغافلين " وقد بين الله تعالى في آية أخرى حال الذين طبع عليهم وغفلوا فقال تعالى: (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون)

نام کتاب : سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان نویسنده : المشتولي، محمد بن حميد    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست