responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا نویسنده : عبد الرحمن محمود    جلد : 1  صفحه : 450
انني اعرف تماما عما اتحدث. فلقد كان بمقدوري ان اعرف كل العوامل التي تسبب الضغط والتوتر والارق من خلال عملي مديرا لقسم حلف شمال الأطلسي والدفاع في وزارة الخارجية الألمانية في الفترة من عام 1979 إلى عام 1983، ومن خلال عملي مديرا لادارة المعلومات الخاصة بخطر التهديدات بالعدوان في حلف شمال الاطلسي ببروكسل في الفترة من عامي 1983 ـ 1987.
ابتداء من عام 1980، لم اعد احمل معي في رحلات العمل سوى سجادة للصلاة وبوصلة (صنع تايوان) ، لتحديد اتجاه القبلة، وان كنت على يقين بأن منشفة نظيفة تفي بالغرض، وان الله ليس غربيا ولا شرقيا، اذ (فأينما تولوا فثم وجه الله) (سورة البقرة: الآية 115) . وراحت ايامي تتشكل اكثر فأكثر تبعا لمواقيت الصلاة، وليس تبعا للساعة التي تسبب القلق والتوتر. فعندما يتواعد المرء مع مسلمين، فانه لا يواعدهم "الساعة الثالثة والربع"، وانما يواعدهم لوقت غير محدد الى حد ما "بعد صلاة الظهر"، او "بعد صلاة المغرب".
ومجمل القول انني وجدت عين الصلاة تلك الطمأنينة والتحرر الداخلي الذي ينتزع المسلم من الضغوط كافة، لانه يستطيع ان ينتزعه من عالم يقاس الوقت فيه بالمال، والمال فيه هو كل شيء.
عندما تعرضت في عام 1992 لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الاعلام بسبب ايماني، لم يستطع بعض من زملائي ان يفهم عدم اكتراثي بهذه الحملة (او انهم اعتبروه نوعا من الكبرياء والغطرسة) ، وكان من الممكن العثور على تفسير لهذا السلوك من جانبي في الآية الخامسة من سورة الفاتحة (إياك نعبد وإياك نستعين) .
في تلك الاثناء، صارت الصلاة بالنسبة لي عنصر تنظيم لحياتي على جانب كبير من الاهمية، حتى انني لم اعد ارغب العيش في بلد لا استطيع ان اسمع فيه نداء المؤذن الجميل للصلاة كما هو الحال في فاس، وفي اسطنبول مرة اخرى اخيرا.

نام کتاب : رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا نویسنده : عبد الرحمن محمود    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست