responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 385
الركيزة السابعة: تجنب الظلم والظالمين
من حقائق الحياة أن الاقتراب من الفساد يفسد، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ومن أعان ظالما فهو مثله، ومن والى ظالما فهو معين له على الظلم؛ ولذلك عد جنود فرعون من الظالمين؛ لأنهم ساعدوه، وأطاعوه، وكانوا معه، ولولاهم لما استطاع أن يفعل شيئا ما.
ولما رجع موسى -عليه السلام- إلى قومه، ووجدهم يعبدون عجلا، عاتب أخاه هارون لبقائه فيهم، وسأله: لِمَ لم تتركهم, وتتبعني، وتأت إلي؟ وسبب ذلك أن بقاءه وسط الظالمين عون لهم، وشبهة يدعون بها أن الرسول معهم، ويلبسون بذلك على الناس.
وتلك حقيقة؛ لأن الظالم إذا شعر ببعد الناس عنه رجع، أما إذا وجد الناس من حوله تمدحه، وتنافقه، فإنه يتمادى في ضلاله. لقد أدى النفاق بفرعون إلى أن ادعى الألوهية، وعبده المنافقون، وأشاعوا في الناس، وفي كل أرجاء مصر ألوهية فرعون، لقاء غنم رخيص، ومال زهيد، وقرب من السلطان لا يدوم.

وليس من الإيمان في شيء أن يصير الإيمان شعرا، لا صلة له بالضمير والشعور.
وليس من الإيمان في شيء أن يدعيه من يدعيه، وأعماله وأقواله وأخلاقه متناقضة مع لوازم الإيمان.
إن الأمة الإسلامية مطالبة بأن تعيد النظر في حقيقة إيمانها, لتكون صادقة مع نفسها، ومع ربها، ومع الحياة التي تعيشها.
إن أعداء الإسلام يتعاملون مع المسلمين على أساس تسلحهم بالإيمان الصحيح، ويعدون عدتهم المادية على هذا الأساس، وتكون المواجهة، ويتحقق النصر لأهل الباطل؛ لأنهم واجهوا بأسلحتهم قوما لا سلاح لهم، بعدما فقدوه برضى، واختيار منهم ... وعلى المسلمين أن يلوموا أنفسهم، ويصلحوا أمرهم إن أرادوا النصر، والفوز.

نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست