responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 331
يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [1]، وقال لهم ما حكاه الله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} 2.
والآيات توضح أن موسى -عليه السلام- سأل الناس عن الدافع الذي دفعهم إلى الكفر ... فهل هو عدم ثقتهم في وعد الله الذي يؤكد لهم الثواب الجزيل إذا أقاموا على طاعته، وأن يسمعهم كلامه سبحانه في التوراة على لسان موسى -عليه السلام- وأن يحقق الله لهم النصر والظفر، إن تمسكوا بدينه؟!! إن كان ذلك هو السبب فذلك دليل نفاقهم، وعدم صدقهم في إيمانهم بموسى أولا؛ لأن الله أكرمهم، ونجاهم، وأمدهم بالنعم في كل جوانب حياتهم، وبعد ذلك لا يثقون فيه!!!
أم إن السبب هو طول المدة بين وقت إيمانهم ووقت كفرهم؛ لأن الزمن قد ينسى لطوله؟!!! إن كان السبب هو هذا، فهو دليل ضعف الإيمان؛ لأن الإيمان عقيدة تؤكدها العبادات، ويحييها الالتزام الخلقي، ومن يعش الإيمان حقيقة يره في كل عمل، وفي كل وقت؛ وحينئذ لا ينسيه طول الوقت أبدا، بل يؤكده، ويقويه.
أم إن السبب هو الرغبة في نزول غضب الرب؛ لأن الكفر بالله وعبادة إله آخر يوجب غضب الرب، ولا يفعل ذلك إلا المعتوه، الضال.
فردوا عليه بأن المخالفة التي وقعوا فيها، ليست بإرادتهم، وإنما أضلهم السامر، ودعاهم إلى التخلص من الذهب المسروق، وصنع العجل، ودعاهم إلى عبادته فأطاعوه، يقول تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ، فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [1].

[1] سورة طه الآيات: 87, 88.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست