responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 303
العصي والحبال، تحركت بفعل سخونة الزئبق، وقيل: إن من حيلهم إطلاق أبخرة كثيفة تؤثر في العين، أو أنها كانت تتحرك بمحركات خفية كالمغناطيس وغيرها[1].
وقد جعلهم موسى -عليه السلام- يبدءون؛ لأنه يثق في ربه ودعوته، وحتى يتمكن من إبطال سحرهم أمام الناس، متأكدا أن الله تعالى لا يصلح عمل المفسدين ... نعم ... ألقوا حبالهم وعصيهم، فتحركت في كل اتجاه، وعظم سحرهم في أعين المشاهدين، فخاف موسى -عليه السلام- من فتنة الناس بالسحر، فطمأن الله موسى -عليه السلام- وأمره بأن يلقي عصاه، فألقاها فإذا هي حية عظيمة، ذات قوائم وعنق وبطن وشكل هائل مزعج، جعلت الناس يفرون بعيدا خوفا منها، وأقبلت هذه الحية فابتلعت ما ألقوه من عصي وحبال، بسرعة مذهلة على كثرتها وتنوعها، ونظر السحرة إلى الحية فوجدوا حجمها ثابتا لا يتغير، فهالهم ذلك، وتحيروا ... وأخيرا وجدوا أنفسهم ساجدين، معلنين إيمانهم برب هارون وموسى.
يقول الله تعالى, مصورا هذا اللقاء: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى، قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [2].
يقول سعيد بن جبير، وعكرمة، والقاسم، والأوزاعي، وغيرهم من علماء التفسير: إنما سجد السحرة بعدما رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة, وقد تهيأت لهم، وازيّنت لقدومهم؛ ولهذا لم يلتفتوا إلى تهويل فرعون وتهديده ووعيده لما هاله الأمر، وعميت بصيرته وبصره، وأخذ يتحدث بكلام كاذب لا يصدقه فيه أحد.

[1] دعوة الرسل ص184، 185.
[2] سورة طه الآيات: 65-70.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست