responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 243
ثم باعت الضفيرة الثانية وأنفقت ثمنها على أيوب، وأطعمته.
وأين إبليس في بلاء أيوب؟ وما دوره في الإضلال؟
لم يغب إبليس.... وإنما قام بدوره مع زوجته، حيث جاءها في صورة طبيب يصف لها دواء أيوب، فلما أتت زوجها تعرض عليه إحضار طبيب يشفيه، تألم منها لنسبتها الشفاء لغير الله، وضجرها من قدر الله، وأقسم ليضربنها.
وانطلق إبليس إلى رجلين صديقين لـ "أيوب" وقال لهما: احملا لـ "أيوب" خمرا، فإن شرب منه برئ, فلما أتياه، وعرضا عليه الخمر، قال لها: جاءكما الخبيث، كلامكما وشرابكما وطعامكما علي حرام، فقاموا من عنده.
وأتى إبليس إلى أيوب، ووسوس له، وأخبره بأن زوجته بغت بمال أنفقته عليه، فتألم وأقسم ليضربنها مائة سوط، فلما جاءته سألها عن مصدر المال الذي تأتي به، فكشفت له عن رأسها، وأخبرته بأنها باعت ضفيرتيها؛ لتنفق ثمنهما، وتطعمه.
يذكر المفسرون صورا عديدة لمحاولات إبليس مع أيوب, منها أن الله كلم إبليس, وأنه مكن له في السماء السابعة.
يورد القرطبي بعضا منها ثم يعقب برأي ابن العربي، وفيه أن ذلك كلام لا يصح؛ لأن الله أهبط إبليس من الجنة بلعنته، وسخطه، مطرودا من السماء إلى الأرض، ومحال أن يرقى بعد ذلك إلى مقام الأنبياء، وأما قولهم: إن الله كلمه، فمحال أن يكلم الله إبليس أو جنوده، وأما قولهم: إن الله سلطه على أيوب، وماله، وولده، فهو أمر متروك لإبليس وذريته مع الخلق جميعا، ولا حاجة لتوجيه خاص بأيوب، وأما قولهم: إن إبليس قال لزوجة أيوب: أنا إله الأرض فلو تركت ذكر الله، وسجدت لي لعافيت زوجك، فلا يصح؛ لأن هذا كلام لا يقبله مؤمن عادي، فكيف تسمعه
زوجة نبي مؤمنة؟! [1].

[1] تفسير القرطبي ج15 ص209 بتصرف.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست