responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 235
والله تعالى يقول: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [1].
- وكيف يطلب الرئاسة لنفسه, والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنا لا نولي هذا الأمر من سأله, ولا من حرص عليه" [2], ويقول لعبد الرحمن بن سمرة: "لا تسأل الإمارة" 3؟
- وكيف يطلب يوسف الإمارة من سلطان كافر؟!
- ولِمَ ترك يوسف الاستثناء حيث قال: {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} ؟ ولم يقل: إن شاء الله؟
- وهل يجوز لأي مسلم أن يطلب الإمارة لنفسه, كما فعل يوسف عليه السلام؟
وللوقوف على الرأي في هذه التساؤلات، علينا أن ندرك أن المجتمع البعيد عن الدين يعلو فيه الفاسق، ويختفي فيه المؤمن، وحينئذ فلا مانع من أن يبرز المؤمن صفاته ليستفاد به، وقد علم يوسف أن إصلاح شأن الناس واجب عليه، وإيصال الحق لذويه، ومن هنا طلب القيادة، وزكى نفسه، لإصلاح المجتمع، وتبليغ دعوة الله تعالى.
ولا مانع من طلب الرئاسة من سلطان كافر؛ لأنها لن تنال إلا من هذا الطريق وقد ترك يوسف الاستثناء في حديثه، حتى لا يتصور الملك عجز يوسف؛ لأنه لا يفهم معنى الاستثناء المقصود، ومن الممكن تصور أن يوسف -عليه السلام- استثنى في نفسه.
وطلب الرئاسة في الجو الذي طلبها فيه يوسف ضرورة دينية؛ لأن الجماهير لا تتحول إلى الدين الحق، إلا إذا سلمت أمامها مؤسسات التوجيه، وتلاقت في طريق

[1] سورة النجم آية: 32.
[2] صحيح البخاري بشرح فتح الباري, باب ما يكره من الحرص على الإمارة ج13 ص125.
3 تفسير الرازي ج9 ص164.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست