responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 176
فسألها: كيف عيشتكم؟ قالت: نحن بشر وسوء حال، فقال لها: إذا جاء إسماعيل فأقرئي عليه السلام، وقولي له: غير عتبة بابك، فلما رجع إسماعيل فكأنما شعر بشيء، فقال لها: هل زارنا أحد؟ قالت: نعم، وأخبرته بما جرى، فقال لها: ذاك أبي يأمرني بطلاقك، فطلّقها وألحقها بأهلها ... ثم تزوج بأخرى من الجراهمة أيضا، فجاء إبراهيم مرة أخرى فلما سألها عن عيشتها؟ قالت: نحن بخير وسعة، والحمد لله ... قال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: ما شرابكم؟ قالت: الماء، قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء ... ثم قال لها: إذا جاء زوجك فأقرئي عليه السلام، وقولي له: ثبت عتبة بيتك ... فلما رجع إسماعيل أخبرته زوجته بما جرى، فقال لها: ذاك أبي يأمرني بالإمساك بك[1].
وأمسك إسماعيل -عليه السلام- بزوجته الثانية، ورزق منها بالذرية، وبث الله منهما أمة العرب، ومن أمة العرب جاء محمد صلى الله عليه وسلم.
فلئن كان إسحاق هو أبو الإسرائيليين، فإن إسماعيل هو أبو العرب.
وقد ساهم إسماعيل مع إبراهيم في بناء الكعبة على القواعد التي وضعتها الملائكة ... وبعد أن أتما بناءها دعوا الله ربهما، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [2].
واستجاب الله الدعاء، فنشأت مكة قرية جديدة، سكنها أبناء إسماعيل الذين كونوا أمة جديدة هي أمة العرب، وجعل الله الكعبة البيت الحرام قبلة للعالم كله، تتعلق بها القلوب والعقول، ويقصدها الناس رجالا وركبانا من كل فج عميق.

[1] الكامل ج1، ص258, 259.
[2] سورة البقرة الآيات: 127-129.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست