responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 166
بالصلاة وكأنها هي التي أضلت شعيبا، فجعلته ينادي بمخالفة الآباء، ويمنع حرية التصرف الاقتصادي، ويهزءون بشعيب؛ لأنه يأخذ دينه وصلاته من خياله لا من ربه، ويزعمون أن دعوته ليست نابعة عن اقتناع منه لتميزه بالرشد والحلم، والحليم الرشيد لا يقول مثل قوله ... وهذا من ضلال القوم وجهلهم؛ لأن من مقتضيات العقيدة الصحيحة اتباع المنهج الإلهي الصحيح في الشريعة، والأخلاق، أما الزعم بانفصال العقيدة عن أمور الحياة، ونظام الوجود، وألوان الأخلاق فهو باطل في دين الله تعالى.
وبعد كل هذه الاتهامات الضالة, انتقل القوم إلى التهديد، فلقد حكى الله عنهم ما قالوه له، قال الله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [1]، وقال تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} [2].
فهو عليه السلام في نظرهم ضعيف، أتباعه قليلون، ولولا عصبته وقرابته لرجموه، وها هم يعلنون له عزمهم على طرده من البلاد، وإبعاده عن إفساد العباد، هو ومن معه، إن لم ينته ويترك دعوته ويعد إلى ملتهم مكرها، لكنه -عليه السلام- وضح لهم أنه لن يعود أبدا إلى ملتهم وضلالهم، بعد أن أنقذه الله تعالى، وآتاه رحمة من عنده، ورزقه رزقا طيبا، كما وضح لهم أنه يدعوهم إلى الحق الذي يؤمن به، ويثق فيه، ولا يصح لأصحاب الحق أن يخالفوا ما يدعون إليه؛ لأن مخالفة الحق كذب وافتراء على الله، لا يرتكبه الرسل والدعاة أبدا؛ ولذلك قال لهم عليه السلام

[1] سورة هود آية: 91.
[2] سورة الأعراف آية: 188.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست