responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 146
ومن الأساليب التي استعملها إبراهيم -عليه السلام- في الدعوة مجاراة الخصم، واستدراجه نحو الإيمان؛ لأن الاستدراج يوهم المشاركة في الاعتقاد، والتوحد في السلوك، وحينئذ يلتقي الداعي والمدعو في تفهم القضية، ويقبلان على اكتشاف حقيقتها.
والإنسان عموما يحب من يشاركه في الدين، وينفتح قلبه له؛ لأنهما معا في مسار واحد، والمجاراة تحقق هذا لحامل الدعوة.
جاء إبراهيم للناس، وعرفهم بأنه رسول الله، وطلب منهم أن يشتركوا معه في التوجه للإله، فلما رأى كوكبا ... أخبرهم أنه معهم في عبادته، وقال: {هَذَا رَبِّي} ... ثم تبرأ منه لأُفُوله وزواله؛ لأن الزائل لا يصلح للألوهية ... ثم انتقل من الكوكب إلى القمر، وإلى الشمس ... وأخيرا تبرأ من كل آلهتهم لهوانها وزوالها، وبذلك كانت الحجة معه عليهم.
ومن أساليب إبراهيم -عليه السلام- في الدعوة أنه كان ينتقل في الموقف الواحد، من دليل لدليل آخر إذا رأى جدلا، ومماراة من القوم؛ لأنه يركز على قضيته، فكل ما يفيدها يأتي به.
ولو نظر لنفسه لاعتز بمقالته، ودافع عنها, ولكنه -عليه السلام- عاش لرسالته، ووفى ما عليه، وآتاه الله أجره في الدنيا، قال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [1].

[1] سورة البقرة آية: 120.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست