responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 112
وأخذ الطير يتجمع فوق المكان، فعلم قوم من قبيلة جرهم العربية أن به ماء، فاستأذنوا من هاجر في الإقامة، فأذنت لهم، وأنست بهم، وبدأت الحياة تدب في المكان, وتزوج إسماعيل -عليه السلام- امرأة من الجراهمة، وتعلم العربية، ومنه تناسل العرب بعد ذلك, فهم العرب المستعربة[1].
وارتبطت قلوب الناس بمكة، ورغب الكثير في الإقامة بها، ورزق الله أهلها من كل الثمرات والخيرات.
وطاعة إبراهيم -عليه السلام- لله واضحة؛ لأنه لما أمره الله بترك ولده الوحيد في صحراء جرداء لم يتردد، وأسرع بالطاعة والتسليم، واكتفى بالدعاء له، واثقا بالله تعالى.
ومن صور الطاعة والانقياد عند إبراهيم -عليه السلام- أن ولده إسماعيل هذا لما شب {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} وصار قادرا على العمل في المعاش، وطلب الرزق، كلف الله إبراهيم بأمر جديد هو ذبح ولده إسماعيل، وهو وحيده الذي ليس له غيره، أجاب، وامتثل، وأطاع ربه، وعرض الأمر على إسماعيل تطييبا لقلبه، وتهوينا عليه، فوافقه إسماعيل محتسبا، صابرا ... يصور القرآن الكريم حوار إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- ويبين استسلامهما معا لأمر الله، قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [2].
قمة عالية من الإيمان، وطاعة مطلقة لله، ونكران للذات في مقام العبودية لله, أب يذبح ولده بيده، وولد يستسلم لأبيه؛ تنفيذا لأمر الله، إنها الطاعة والانقياد.
ونجح إبراهيم -عليه السلام- في امتحان الله، وفدى الله تعالى إسماعيل بكبش عظيم

[1] الكامل ج1، ص103، 104.
[2] سورة الصافات آية: 102.
نام کتاب : دعوة الرسل عليهم السلام نویسنده : غلوش، أحمد أحمد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست