responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 613
ب- الجهد المبدع:
لنفترض الآن أن أحد ميولنا السيئة، أو كثيرًا منها، أو كلها -قد انزاح من وجودنا الأخلاقي، إننا نكون بذلك قد حققنا تقدمًا. وكلما تخلص حقل عملنا من أعشابه الضارة، أصبح أكثر قابلية للزراعة. ومع ذلك يجب ألا نظن أنه قد أصبح -للحال- صالحًا؛ لأن تنحية الاتجاهات الضارة ليس معناها خلق الاتجاهات النافعة بالضرورة.
ولذلك يجب ألا نبقى في حالة اللامبالاة، والحياد، حيال ما يجب غرسه، فبعد أن ننزع الأعشاب الضارة يجب علينا أن نبحث عن البذور الجديدة. فأما إذا التزمنا موقفًا محايدًا في هذا الصدد فإن هذا الموقف يكون ضد الأخلاق.
ولنفترض كذلك أن بعض الميول الصالحة الراسخة تحتل لدينا الآن المكان الأول، فتلك ولا شك خطوة جديدة، تجعلنا أكثر تأهلًا للأخلاقية، ولكنا لا نكون بعد في صميم أرضها.
في هذه المرحلة يتمثل الخير لنا على أنه الأجدر، أو الأفضل، ولكنا لم نترك بعد مجال النزوع. وشتان بين أن "ننزع" إلى شيء، وأن "نريد" هذا الشيء، فالعمل الأخلاقي الأول هو الإرادة، على وجه الخصوص. وليس المراد فقط إرادة "الخير" من حيث هو مفهوم عام, يحوطه الغموض وعدم التحديد، مما تحتويه العموميات، بل هو إرادة هذا الخير، أو ذاك، محددًا معرفًا بكيفه، وكمه، وغايته، ووسائله، ومكانه، وزمانه.
ولكن بأي معنى يمكن أن نتحدث هنا عن العمل النشط؟
نستطيع أن نميز "ثلاثة معان": فهو يتمثل "أولًا" في "بحث جاد" مستبعدًا كل تراخ، عن ذلك الحل المعين الذي يجب أن نأخذ به، فما

نام کتاب : دستور الأخلاق في القرآن نویسنده : دراز، محمد بن عبد الله    جلد : 1  صفحه : 613
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست