responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الباقيات الصالحات نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 92
الخَلْقِ مَا يَشَآءُ} [1]، وأما الشكر فإنّه لا يكون إلاّ على الإنعام، فهو أخصُّ من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب واليد واللسان، كما قيل:
أفادتكم النَّعماءُ مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجّبا
ولهذا قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} [2]، والحمد إنما يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعمّ من جهة أنواعه، والحمد أعمّ من جهة أسبابه، ومن هذا الحديثُ: "الحمد لله رأس الشكر، فمن لم يحمد الله لم يشكره" [3]، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّ الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها" 4"[5]. اهـ كلامه - رحمه الله -.
وبه يتبيّن أن بين الحمد والشكر عموماً وخصوصاً من وجه، فيجتمعان فيما إذا كان باللسان في مقابلة نعمة، فهذا يُسمَّى حمداً ويُسمَّى شكراً، وينفرد الحمد فيما إذا أثنى العبد على ربّه بذكر أسمائه الحسنى ونعوته العظيمة فهذا يُسمَّى حمداً، ولا يُسمَّى شكراً، وينفرد الشكر فيما إذا استعمل العبد نعمة الله في طاعة الله فهذا يُسمى شكراً ولا يُسمَّى حمداً.
إنَّ حمدَ الله هو الثناءُ على الله بذكر صفاته العظيمة ونعمِه العميمة مع حبّه وتعظيمه وإجلاله، وهو مختصٌّ به - سبحانه - لا يكون إلاّ له، فالحمد كلّه لله رب العالمين؛ "ولذلك قال - سبحانه -: {الحَمْدُ للهِ} بلام الجنس المفيدة

[1] سورة: فاطر، الآية: (1) .
[2] سورة: سبأ، الآية: (13) .
[3] رواه عبد الرزاق في المصنف (10/424) ، والبيهقي في الآداب (ص:459) من طريق قتادة: أنَّ عبد الله ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
قال البيهقي: "هكذا جاء مرسلاً بين قتادة ومن فوقه".
4 صحيح مسلم (رقم:2734) .
[5] الفتاوى (11/133، 134) .
نام کتاب : دراسات في الباقيات الصالحات نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست