responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الباقيات الصالحات نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 68
لسانك، أرأيتك يديك، أرأيتك رجليك" [1].
وثبت في فضل الحمد ما رواه الترمذي وابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الذِكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله" [2]، فجعل - صلوات الله وسلامه عليه - حمدَ الله أفضلَ الدعاءِ، مع أنَّ الحمد إنّما هو ثناءٌ على المحمود مع حبِّه، ولهذا سُئل ابن عيينة - رحمه الله - عن هذا الحديث فقيل له: كأنّ الحمد لله دعاء؟ فقال: "أما سمعتَ قولَ أمية بن أبي الصلت لعبد الله ابن جدعان يرجو نائلة:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حباؤك إن شيمتَك الحياءُ
إذا أثنى عليك المرءُ يوما كفاه من تعرضه الثناءُ
كريم لا يغيره صباحٌ عن الخلق الجميلِ ولا مساءُ
فهذا مخلوقٌ اكتفى من مخلوقٍ بالثناء عليه، فكيف بالخالق سبحانه".
ويؤيّد هذا المعنى قولُ الله - تعالى -: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} [3]، فجعل الحمدَ دعاء.
قال ابن القيّم - رحمه الله -: "الدعاء يُراد به دعاءُ المسألة ودعاء العبادة، والمُثنِي على ربّه بحمده وآلائه داعٍ له بالاعتبارين، فإنَّه طالبٌ منه، طالبٌ له، فهو الداعي حقيقة، قال تعالى: {هُوَ الحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} 4"[5].

[1] ذكرهما ابن القيّم في عِدة الصابرين (ص:167) .
[2] سنن الترمذي (رقم:3383) ، وسنن ابن ماجه (رقم:3800) ، وحسّنه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:1104) .
[3] سورة: يونس، الآية: (10) .
4 سورة: غافر، الآية: (65) .
[5] صيغ الحمد المطبوع باسم مطالع السعد (ص:90) .
نام کتاب : دراسات في الباقيات الصالحات نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست