ومن فقه الخطبة: الإيجاز والاختصار: فمن السنة أن يقصر الخطيب الخطبة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنّة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصُروا الخطبة وإن من البيان لسحرا» [1] .
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا» [2] .
إن خطبة الجمعة ليست مجالًا لاستعراض البلاغة، ولا لاستعراض المعلومات. . والتطويل ذريعة للخطأ، وذريعة للملل المانع من التفاعل والاستيعاب والفهم. ويفهم - من مفهوم المخالفة - أن الذي يطيل الخطبة قليل الفقه.
وبالاطلاع على نماذج من خطب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - مثلا - وجدنا جل خطبه لا تزيد الواحدة منها على صفحة، وبضع صفحة، أي نحو (600) ستمائة كلمة تقريبًا. . والمعدل الوقتي المتوسط لإلقاء هذه الكلمات هو 15 دقيقة على الأكثر. [1] حديث عمار بن ياسر أخرجه مسلم (869) في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة. [2] حديث جابر بن سمرة أخرجه مسلم (866) في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة.