[مُجْمل عقيدة أهل السنة والجماعة]
مُجْمل عقيدة أهل السنة والجماعة الحمد لله الحي القيّوم - الذي قامت بأمره وعدله السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله إلى الثقلين الإنس والجن بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، وأطيعوه تفلحوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة واعلموا - رحمكم الله - أن من أوجب الواجبات معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم فهذه أصول الإسلام كما قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام، فإن الواجب علينا معشر المسلمين معرفتها، وهي عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، فيجب علينا تعليمها لأولادنا ونسائنا وذوينا ومجتمعاتنا الإسلامية، وأن نفهمها ونتقبلها ونؤمن بها كإيمان السلف الصالح، وكما تقبلها الخلف عنهم بالرضى والقبول وصدق الله العظيم في وصف حالهم وإخلاصهم والدعاء لله بقولهم: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] أي مع الشاهدين بوحدانيتك فعقيدة المسلم الصحيحة هي الإيمان بالله وإخلاص العبادة له تعالى بما شرع، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] وقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36]