مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار أو درهم إلا الحسنات والسيئات» .
أيها المسلمون: إن التوبة الكاملة كما تتضمن الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على ألا يعود إليه تتضمن كذلك العزم على القيام بالمأمورات ما استطاع العبد فبذلك يكون من التوابين الذين استحقوا محبة الله ورضاه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] فتوبوا أيها المسلمون إلى ربكم واستغفروه بطلبكم للمغفرة منه بألسنتكم وقلوبكم: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31] بادروا بالتوبة قبل أن يأخذكم الموت فيحال بينكم وبينها وتموتون وأنتم على معصية الله. إن بعض الناس تغره الأماني ويغره الشيطان فيسوّف بالتوبة ويؤخرها حتى يقسو قلبه بالمعصية والإصرار عليها فتغلق دونه الأبواب أو يأخذه الموت قبل المهلة في وقت الشباب.
اللهم وفقنا للمبادرة بالتوبة من الذنوب والرجوع إلى ما يرضيك عنا في السر والعلانية فإنك علام الغيوب.
اللهم طهر قلوبنا من الشقاق والنفاق والسمعة والرياء، اللهم باعد عنّا وعن المسلمين الغش وشهادة الزور وارزقنا الصدق في المعاملات وجنبنا الحرام وفعل الآثام ما ظهر منها وما بطن، اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.