في صلاته هكذا ما بين قيام وركوع وسجود ثم بعد ذلك يختم صلاته بتعظيم الله ووصفه بما هو أهله: التحيات لله والصلوات والطيبات، ويسلم على نبي الله ثم على نفسه ومن معه ثم على كل عبد صالح في السماء والأرض ثم يعود للصلاة والتبريك على نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يستعيذ بالله من مضار الدنيا والآخرة، يقول أعوذ باللة من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيخ الدجال، ويدعو بما شاء، فالمصلي أيها المسلمون متنقل في رياض العبادة ما بين قيام وقعود وركوع وسجود وقراءة وذكر ودعاء، قلبه عند ربه في كل هذه الأحوال فأي نعيم أعظم من هذا النعيم وأي حال أطيب من هذه الحال ولهذا كانت الصلاة قرة عيون المؤمنين وروضة أنس المشتاقين وحياه قلوب الذاكرين فتثمر نتائجها العظيمة ويخرج المصلى بقلب غير قلبه الذي دخل به فيها يخرج بقلب ممتلئ نورًا وسرورًا وصدر منشرح للإسلام فسيحًا فيجد نفسه محبًا للمعروف كارهًا للمنكر ويتحقق له قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]
عباد الله: إن عبادةً هذه نتائجها وعملًا هذا شأنه لجدير بنا أن نسعى لتحقيقه والعناية به وأن نجعله نصب أعيننا وحديث نفوسنا والله نسأل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يعيذنا من نزغات الشيطان وصده وأن يجعلنا ممن حقق قول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] إنه جواد كريم [1] . [1] الضياء اللامع ص 129.