وما أحسن سير السلف الصالح فإنهم كانوا شديدي المداومة على ما كان عليه الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - لا يخرجون عن الثابت قيد شعرة، ويعتقدون الخروج عنه ضلالة لا سيما عصر الصحابة ومن بعدهم أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بالخير رضي الله عنهم أجمعين، انتهى.
ومن العجيب أن بعضًا من هؤلاء الذين يحتفلون بمناسبة الإسراء والمعراج أو كثيرًا منهم لا يهتمون بما شرع فيه من الصلوات الخمس فبعضهم لا يصلي أبدًا وبعضهم لا يحضر صلاة الجماعة في المسجد وإنما ينشط في البدع ويكسل عن السنن والواجبات، ولا يحافظ على الجمع والجماعات.
عباد الله: إن البدع مع أنها حدث في الدين، وتغيير للملة، فهي آصار وأغلال تضاع فيها أوقات وتنفق فيها أموال، وتتعب فيها أجسام، وتبعد من الجنة وتقرب من النار، وتوجب سخط الله ومقته، ولكن أهل الغي والضلال لا يفقهون، وفي طغيانهم يعمهون، لا يزيدهم عملهم عن الله إلا بعدا ولا اجتهادهم وتعبهم إلا مقتًا وردا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ - عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ - تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً - تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ - لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ - لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 2 - 7]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم [1] . [1] انظر الخطب المنبرية لفضيلة الدكتور صالح الفوزان 2 / 62.