وانحرفوا عن شرع الله، فقام الصديق -رضي الله عنه- لما ثبت الله قلبه وقوى إيمانه حتى أرجع الناس إلى ما خرجوا منه، وأعادهم إلى ملة الإسلام، وهكذا كل بدعة وضلالة تنشأ فإن الله يهيئ لها من هذه الأمة من علمائها من يزيلها ويدحضها ويبين فسادها وضلالها، فما خلا قوم ولا إقليم من أقاليم الأمة الإسلامية إلا وفيها دعاة مخلصون يناضلون عن هذا الدين، ويزيلون كل الشبه التي علقت بهذا الدين، ويدحضون كل باطل.
[من الدعاة من يوفق لقبول دعوته ويهيأ له من يحمي دعوته، ومنهم من لا يتهيأ له ذلك]
ولكن الدعاة إلى الله منهم من يوفق ويطرح القبول بدعوته، ويهيأ له من الأنصار والأعوان من يحمون دعوته ويزودون عن كيانها، ومنهم من لا يتهيأ له ذلك، ولهم في أنبياء الله -عليهم السلام- خير أسوة؛ فإن من أنبياء الله من يلقى الله وحده لم يستجيب له من قومه أحد، وهكذا علماء هذه الأمة والدعاة إلى الله، منهم من يهيأ له أنصار يحمون دعوته ويزودون عنها، ويثبتون أقدامها، ومنهم من ليس كذلك.
لكن الله تعالى ضمن لهذه الأمة ألا تجتمع على ضلالة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك [1] »
[من الدعاة الذين دعوا إلى الكتاب والسنة الشيخ محمد بن عبد الوهاب]
ومن أولئك الدعاة الذين دعوا إلى الله دعوا إلى كتاب الله، ودعوا إلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، دعوا إلى تحكيم الكتاب والسنة لا غير. شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -غفر الله له- فإن في منتصف القرن الثاني عشر خرج هذا الرجل بعدما بصره الله وهداه وأراه الحق من الباطل وهداه إلى طريق الله المستقيم – خرج في هذه الجزيرة؛ غيرة على أبنائها، ورحمة بهم، بعدما [1] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب (فتح الباري 6\784، ح 3641) ، ومسلم في صحيحه 3 \1523، كتاب الإمارة باب قوله -صلى الله عليه وسلم- '' لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ''، ح (1920) ، واللفظ لمسلم