سعيدة؛ فإن الحياة السعيدة إنما هي في الإيمان بالله ورسوله {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [1] .
[ما أنعم الله به على هذه البلاد المباركة من نعمة الأمن والاستقرار، إنما ذلك بفضل تحكيم الشريعة]
أمة الإسلام، حجاج بيت الله الحرام، أنتم في هذه البلاد المقدسة تشاهدون ما أنعم الله به على هذه البلاد العزيزة من نعمة الأمن والاستقرار، وإن هذه البلاد – ولله الفضل والمنة – تعيش في أمن واستقرار عديم النظير، فأهلها آمنون مستقرون يعيشون نعمة الأمن العظيم التي منحهم الله إياه، وذلك بفضل تحييكم شرع الله، وتنفيذ حدوده، وإقامة شريعة الله، وتحكيم هذا الشرع في أرجاء البلاد، فصارت هذه البلاد مضرب المثل في الأمن والاستقرار، فإن نعمة الأمن نعمة عظيمة، ليس بعد نعمة الإسلام نعمة أفضل منها.
[بلاد الحرمين تفتخر بخدمة الحجاج وتسعى في توفير كل ما فيه راحتهم]
لقد حبا الله هذه البلاد بهذه النعمة العظيمة نعمة الأمن والاستقرار، وغدا الحجاج إلى هذه البلاد من أقطار الدنيا وهم يعيشون أياما سعيدة في أمن وراحة واستقرار {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [2] ، وإنما حصل هذا الأمن بتحكيم شرع الله وتنفيذ حدوده والتزام الشرع المستقيم، فهذا الأمن تحقق لنا بهذه النعمة العظيمة، فليقتد المسلمون بهذه البلاد؛ فإن هذه البلاد جربوا هذا الشرع وحكموه مقتنعين به، فصارت آثاره عليهم واضحة جليلة، فالحمد لله رب العالمين.
أمة الإسلام، إن هذه البلاد العزيزة وهي تستقبل كل عام وفود الحجيج من أقطار الدنيا لتفتخر بذلك أن جعلها الله خادمة لهذا البلد الأمين وحامية لهذا البلد الأمين، فحكومة هذه البلاد تفضل الله عليهم، فجعلهم خداما لهذا [1] سورة النحل الآية 97 [2] سورة الحديد الآية 21