وتعاليمه السامية، انقادوا طوعا واختيارا، لم يفرض عليهم هذا الدين بقوة الحديد والنار، ولا بمغريات الأموال، ولكن تعاليم هذا الدين ومبادئه السامية وأخلاقه القيمة تدعو إليه وتنادي إليه.
[بيان أهمية عرض هذا الدين للناس عرضا سليما خالصا بعيدا عن التشويه]
إن دعاة الإسلام إذا عرضوا هذا الدين عرضا سليما خالصا، فلا بد من أن تستجيب له البشرية، وإنما وقع النقص والبلاء من قبل أن هذا الدين لم يعرض عرضا صحيحا، بل عرض مشوها، وعرض وقد لفقت به الشبه والضلالات، إن دين الله دين صالح يخاطب الفطر السليمة والعقول المستقيمة، لقد قبلته البشرية حين عرض بصورته الصحيحة، واستضاءوا بنوره، وأشرقت به الأرض بعد ظلماتها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وتحقق وعد الله حيث يقول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [1] .
عاشت البشرية في ظل عدالة الإسلام ومبادئه القيمة، وقادوا شعوبهم، ونظموا دولتهم على تعاليم الإسلام، فرأى الخلق فيه كل خير وصلاح، وكل هدى وفلاح، ذلك دين الله وتشريعه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [2] .
[إن الدخول في الإسلام وقبوله سبب للعز والكرامة]
أمة الإسلام، إن هذا الدين لما دخل الناس فيه، حقق الله لهم كل عز وكرامة، وكل أمن واستقرار {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [3] ، [1] سورة التوبة الآية 33 [2] سورة الملك الآية 14 [3] سورة النور الآية 55