responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 190
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت كل رجاله ثقات وَقَدْ أَخْبَرَنَا به عاليا محمد ابن عَبْد الباقي نا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن نا عَلِيّ بْن عُمَر السكري ثنا أحمد بْن مُحَمَّد الأسدي ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن يُونُس فذكره وقال مَنْ أَصَابَهُ جُهْدٌ فِي رَمَضَانَ فلم يفطر دخل النار.
قال المصنف رحمه اللَّه: وأما تقليل ابْن خفيف ففعل قبيح لا يستحسن وما يورد هَذَا الأخبار عنهم إيرادا مستحسنا لها إلا جاهل بأصول الشرع فأما العالم المتمكن فإنه لا يهوله قول معظم كيف بفعل جاهل مبرسم وأما كونهم لا يأكلون اللحم فهذا مذهب البراهمة الذين لا يرون ذبح الحيوان وَاللَّه عز وجل أعلم بمصالح الأبدان فأباح اللحم لتقويتها فأكل اللحم يقوي القوة وتركه يضعفها ويسيء الخلق وَقَدْ كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأكل اللحم ويحب الذارع من الشاة ودخليوما فقدم إليه طعام من طعام البيت فَقَالَ لم أر لكم برمة تفور وكان الْحَسَن البصري يشتري كل يوم لحما وعلى هَذَا كان السلف إلا أن يكون فيهم فقير فيبعد عهده باللحم لأجل الفقر وأما من منع نفسه الشهوات فَإِن هَذَا عَلَى الإطلاق لا يصلح لأن اللَّه عز وجل لما خلق بني آدم عَلَى الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة وجعل صحته موقوفة عَلَى تعادل الأخلاط الدم والبلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء فتارة يَزِيد بعض الأخلاط فتميل الطبيعة إِلَى مَا ينقصه مثل أن تزيد الصفراء فيميل الطبع إِلَى الحموضة أَوْ ينقص البلغم فتميل النفس إِلَى المرطبات فقد ركب فِي الطبع الميل إِلَى مَا تميل إليه النفس وتوافقه فَإِذَا مالت النفس إِلَى مَا يصلحها فمنعت فقد قوبلت حكمة الباري سبحانه وتعالى يردها ثم يؤثر ذلك فِي البدن فكان هَذَا الفعل مخالفا للشرع والعقل ومعلوم أن البدن مطية الآدمي ومتى لم يرفق بالمطية لم تبلغ وإنما قلت علوم هؤلاء فتكلموا بآرائهم الفاسدة فَإِن أسندوا فإلى حديث ضعيف أَوْ موضوع أَوْ يكون فهمهم مِنْهُ رديئا ولقد عجبت لأبي حامد الغزالي الفقيه كيف نزل مَعَ القوم من رتبة الفقه إِلَى مذاهبهم حتى إِنَّهُ قَالَ لا ينبغي للمريد إذا تاقت نفسه إِلَى الجماع أن يأكل ويجامع فيعطي نفسه شهوتين فتقوى عَلَيْهِ.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه وهذا قبيح فِي الغاية فَإِن الإدام شهوة فوق الطعام فينبغي أن لا يأكل إداما والماء شهوة أخرى أَوْ ليس فِي الصحيح أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف عَلَى نسائه بغسل واحد فهلا اقتصر عَلَى شهوة واحدة أَوْ ليس فِي الصحيحين أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأكل القثاء بالرطب وهاتان شهوتان أَوْ مَا أكل عند أبي الهيتم بْن التيهان خبزا وشواء وبسرا وشرب ماء باردا أَوْ مَا كان الثوري يأكل اللحم والعنب والفالوذج ثم يقوم فيصلي أَوْ مَا تعلف الفرس.

نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست