responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 170
كل غبي فِي الغاية فأما أهل الفطنة فيعلمون أنه تنميس بارد والأمر فِي ذلك عَلَى نحو قول الشاعر:
تشبهت حور الظباء بهم ... إن سكنت فيك ولا مثل سكن
أصامت بناطق ونافر ... بآنس وذو خلا بذي شجن
مشتبه أعرفه وإنما ... مغالطا قلت لصحبي دار من
فصل: قال المصنف: لبس الفوط المرقعات قَالَ المصنف وإنما أكراه لبس الفوط المرقعات لأربعة أوجه أحدها انه ليس من لباس السلف وإنما كان السلف يرقعون ضرورة والثاني أنه يتضمن ادعاء الفقر وَقَدْ أمر الإنسان أن يظهر نعمة اللَّه عَلَيْهِ والثالث انه إظهار للزهد وَقَدْ أمرنا بستره والرابع انه تشبه بهؤلاء المتزحزحين عَن الشريعة ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وقد أَخْبَرَنَا ابْن الْحُسَيْن نا بن الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْن أَحْمَدَ ثنى أبي ثنا أبو النصر ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن ثابت بْن ثوبان ثنا حسان بْن عطية عن أبي منيب الحرسي عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ منهم" وقد أنبأ نا أَبُو زرعة طاهر بْن مُحَمَّد بْن طاهر قَالَ أخبرني أبي قَالَ لما دخلت بغداد فِي رحلتي الثانية قصدت الشيخ أبا مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ السكري لأقرأ عَلَيْهِ أحاديث وكان من المنكرين عَلَى هذه الطائفة فأخذت فِي القراءة فَقَالَ أيها الشيخ أنك لو كنت من هؤلاء الجهال الصوفية لعذرتك أنت رجل من أهل العلم تشتغل بحديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتسعى فِي طلبه فقلت أيها الشيخ وأي شيخ أنكرت علي حتى أنظر فان كان لَهُ أصل فِي الشريعة لزمته وان لم يكن لَهُ أصل فِي الشريعة تركته فَقَالَ مَا هذه الشوازك[1] التي فِي مرقعتك
فقلت أيها الشيخ هذه أسماء بنت أبي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تخبر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لَهُ جبة مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج وإنما وقع الإنكار لأن هذه الشوازك ليست من جنس الثوب والديباج ليس من الجبة فاستدللنا بذلك عَلَى أن لهذا أصلا فِي الشرع يجوز مثله. قَالَ المصنف: قلت لقد أصاب السكري فِي إنكاره وقل فقه ابْن طاهر فِي الرد عَلَيْهِ فَإِن الجبة المكفوفة الجيب والكمين قد جرت العادة بلبسها كذلك فلا شهرة فِي لبسها فأما الشوازك

[1] نوع من الشريط معمول من الحرير المصبغ.
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست