responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 165
أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ أَخْبَرَنَا الخطيب قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الْحَافِظ قَالَ أَنْبَأَنَا جَعْفَر الخلدي فِي كتابه قَالَ سمعت الجنيد يَقُول دققت عَلَى أبي يعقوب الزيات بابه فِي جماعة من أصحابنا فَقَالَ مَا كان لكم شغل فِي اللَّه عز وجل يشغلكم عَن المجيء إلي فقلت لَهُ إذا كان مجيئا إليك من شغلنا به فلم ننقطع عنه فسألته عَنْ مسألة فِي التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني فأعطى التوكل حقه ثم قَالَ استحييت من اللَّه أن أجيبك وعندي شيء.
قَالَ المصنف: لو فهم هؤلاء معنى التوكل وأنه ثقة القلب بالله عز وجل لا إخراج صور المال مَا قَالَ هؤلاء هَذَا الكلام ولكن قل فهمهم وَقَدْ كان سادات الصحابة والتابعين يتجرون ويجمعون الأموال وما قَالَ مثل هَذَا أحد منهم وَقَدْ روينا عَنْ أبي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عنه قَالَ حين أمر بترك الكسب لأجل شغله بالخلافة فمن أين أطعم عيالي وهذا القول منكر عند الصوفية يخرجون قائله من التوكل وكذلك ينكرون عَلَى من قَالَ هَذَا الطعام يضرني وَقَدْ رووا فِي ذلك حكاية عَنْ أبي طالب الرازي قَالَ حضرت مَعَ أصحابنا فِي موضع فقدموا اللبن وقال لي كل فقلت لا آكله فانه يضرني فلما كان بعد أربعين سنة صليت يوما خلف المقام ودعوت اللَّه عز وجل وقلت اللهم إنك تعلم أني مَا أشركت بك طرفة عين فسمعت هاتفا يهتف بي ويقول ولا يوم اللبن.
قَالَ المصنف: وهذه الحكاية اللَّه أعلم بصحتها واعلم أن من يَقُول هَذَا يضرني لا يريد أن يفعل ذلك الضرر بنفسه وإنما يريد أنه سبب الضرر كَمَا قَالَ الخليل صلوات اللَّه وسلامه عَلَيْهِ {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} وقد صح عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَا نفعني مال كمال أبي بَكْر" وقوله مَا نفعي مقابل لقول القائل مَا ضرني ويصح عنه أنه قَالَ: "مَا زالت أكلة خيبر تعادني فهذا أَوْ أن قطعت أبهري1" وقد ثبت أنه لا رتبة أولى من رتبة النبوة وَقَدْ نسب النفع إِلَى المال والضرر إِلَى الطعام فالتحاشي عَنْ سلوك طريقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعاط عَلَى الشريعة فلا يلتفت إِلَى هذيان من هذى فِي مثل هذا.
فصل: قَالَ المصنف: وَقَدْ بينا أنه كان أوائل الصوفية يخرجون من أموالهم زهدا فيها وذكرنا أنهم قصدوا بذلك الخير إلا أنهم غلطوا فِي هَذَا الفعل كَمَا ذكرناه من مخالفتهم بذلك

1 الأبهر عرق في الظهر فإذا انقطع لم تبق معه حياة وتعادني بالدال المشددة تأتيني المرة بعد المرة.
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست