responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 128
ذكر تلبيسه عليهم فِي قراءة القرآن
وقد لبس عَلَى قوم بكثرة التلاوة فهم يهزون هزا من غير ترتيل ولا تثبت وهذه حالة ليست بمحمودة وَقَدْ روى عَنْ جماعة من السلف أنهم كانوا يقرأون القرآن فِي كل يوم أَوْ فِي كل ركعة وهذا يكون نادرا منهم ومن داوم عَلَيْهِ فإنه وان كان جائزا إلا أن الترتيل والتثبت أحب إِلَى العلماء وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يفقه من قرأ القرآن فِي أقل من ثلاث".
قَالَ المصنف وَقَدْ لبس إبليس عَلَى قوم من القراء فهم يقرأون القرآن فِي منارة المسجد بالليل بالأصوات المجتمعة المرتفعة الجزء والجزأين فيجتمعون بين أذى الناس فِي منعهم من النوم وبين التعرض للرياء ومنهم من يقرأ فِي مسجده وقت الأذان لأنه حين اجتماع الناس فِي المسجد.
قال المصنف ومن أعجب مَا رأيت فيهم أن رجلا كان يصلي بالناس صلاة الصبح يوم الجمعة ثم يلتفت فيقرأ المعوذتين ويدعو دعاء الختمة ليعلم الناس أني قد ختمت الختمة وما هذه طريقة السلف فَإِن السلف كانوا يسترون عبادتهم وكان عمل الربيع بْن خثيم كله سرا فربما دخل عَلَيْهِ الداخل وَقَدْ نشر المصحف فيغطيه بثوبه وكان أَحْمَد بْن حنبل يقرأ القرآن كثيرا ولا يدري متى يختم.

صلاة المرء فِي بيته إلا الصلاة المكتوبة". قَالَ المصنف أخرجاه في الصحيحين وكان عامر بْن عَبْدِ قيس يكره أن يروه يصلي وكان لا يتنفل فِي المسجد وكان يصلي كل يوم ألف ركعة وكان ابْن أبي ليلى إذا صَلَّى ودخل عَلَيْهِ داخل أضطجع.
فصل: وقد لبس عَلَى قوم من المتعبدين وكانوا يبكون والناس حولهم وهذا قد يقع عَلَيْهِ فلا يمكن دفعه فمن قدر عَلَى ستره فأظهره فقد تعرض للرياء وعن عَاصِم قَالَ كان أَبُو وائل إذا صَلَّى فِي بيته نشج نشيجا ولو جعلت لَهُ الدنيا عَلَى أن يفعله واحد يراه مَا فعله وَقَدْ كان أيوب السختياني إذا غلبه البكاء قَامَ.
فصل: وقد لبس عَلَى جماعة من المتعبدين فتراهم يصلون الليل والنهار ولا ينظرون فِي إصلاح عيب باطن ولا فِي مطعم والنظر فِي ذلك أولى بهم من كثرة التنفل.

نام کتاب : تلبيس إبليس نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست