نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 89
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم: " لا حسد إلاّ في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه في الحق، ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلّمها ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب ". وقد ذكرنا كثيراً من الآثار المرفوعة وغيرها في الحسد عند قوله عليه السلام: " لا تحاسدوا " في كتاب " التمهيد " بما فيه كفاية والحمد لله.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل؟ قال: " المؤمن النقي القلب، ليس فيه غل ولا حسد ".
كان يقال: أقبح الأشياء بالسلطان اللجاج، وبالحكماء الضجر، وبالفقهاء سخافة الدين، وبالعلماء إفراط الحرص، وبالمقاتلة الجبن، وبالأغنياء البخل، وبالفقراء الكبر وبالشباب الكسل، وبالشيوخ المزاح، وبجماعة الناس التباغض والحسد.
كان يقال: كادت الفاقة تكون كفراً، وكاد الحسد يغلب القدر، والهم نصف الهرم، والفقر الموت الأكبر.
قال عليُّ بن أبي طالب في خطبة خطبها على المنبر بالكوفة: ما لنا ولقريش بلى. ولهم، إن الله فضلنا فأدخلهم في فضلنا.
قال عليُّ بن أبي طالب، قال إبليس لجنوده: ألقوا بين الناس التحاسد والبغي، فإنهما يعدلان الشرك.
كان يقال: أول ما عصى الله به في السماء والأرض الحسد والحرص. ذهبوا إلى أن إبليس حسد آدم فلم يسجد له، وحرص آدم على الخلود فأكل من الشجرة، وحسد ابن آدم أخاه حين تقبِّل منه قربانه فقتله.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " احذروا ثلاثاً: الحرص فإنه أخرج آدم من الجنة، والكبر فإنه حطّ إبليس عن مرتبته، والحسد فإنه دعا ابن آدم إلى قتل أخيه ".
قال عمر بن أبي ربيعة:
وقديماً كان في النَّاس الحسد
قال سابق:؟
جنى الضَّغائن آباءٌ لنا سلفوا ... فلن تبيد وللآباء أبناء
قال أبو الدرداء: مكتوب في التوراة: إن أحسد الناس لعالم وأبغاهم عليه قرابته وجيرانه.
كان يقال:الحسد في الجيران، والعداوة في الأقارب.
قال ثمامة بن الأشرس في أحمد بن خالد:
؟ أفكِّر ماذنبي لديك فلا أرى ... عليَّ سبيلاً غير أنَّك حاسد
وإنا لموسومان كلٌ بسيمةٍ ... أقرَّ مقرٌ أو أبى ذاك جاحد
قال بكر بن عبد الله المزني: حظُّك من الباغي حسن المكاشرة، وذنبك إلى الحاسد دوام النعمة. قال الحسين الخليع:
ما للحسود وأشياعه ... ومن كذب الحقَّ إَّلا الحجر
قال عبد الله بن المقفع: إن الحسد خلق دنيء ومن دناءته أنه موكّل بالأدنىفالأدنى.
قال يزيد بن الحكم الثَّقفي:
تكاشرني كرهاً كأنَّك ناصحٌ ... وعينك تبدى أنَّ قلبك لي دوى
بدا منك عيبٌ طالما قد كتمته ... كما كتمت داء ابنها أمُّ مدَّوى
لسانك ماذىّ وقلبك علقم ... وشرُّك مبسوطٌ وخيرك منطوي
تمَّلأت من غيظٍ عليَّ فلم يزل ... بك الغيظ حتَّى كدت بالغيظ تشتوي
ومابرحت نفسٌ حسودٌ حشيتها ... تذيبك حتَّى قيل: هل أنت مكتوي
وقال النَّطاسيُّون إنك مشعرٌ ... سلالاً ألا بل أنت من حسدٍ جوى
أراك إذا لم أهو أمراً هويته ... ولست لما أهوى من الأمر بالهوى
وكم موطنٍ لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قلّة النِّيق منهوي
عدوُّك يخشى صولتي إن لقيته ... وأنت عدوِّي ليس ذاك بمستوي
وفي رواية أخرى:؟
تصافح من ألفيت لي ذا عداوةٍ ... وأنت صديقي ليس ذاك بمستوي
قال ابن المعتز:
ماعابني إلاّ الحسو ... د وتلك من خير المعايب
والخير والحسَّاد مق ... رونان إن ذهبوا فذاهب
وإذا ملكت المجد لم ... أملك مذمَّات الأقارب
وإذا فقدت الحاسدي ... ن فقدت في الدُّنيا المطايب
وأنشد ابن عائشة:
خليليَّ إنّي للثّريّا لحاسدٌوإني على ريب الزمان لواجد أيجمع منها شملها وهي سبعةوأفقد من أحببته وهو واحد
وقال سويد بن أبي كاهل:
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 89