responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر    جلد : 1  صفحه : 42
يمنع الله عبده نظراً من ... هـ ويسنى له العطيَّة مكرا
ليس من بخله ينقِّص ذا الفق ... ر ولم يعط ذا الغنى المال قسرا
قال عبد الله بن الأهتم: من ولد في الفقر أبطره الغنى.
كان يقال: خصلتان مذمومتان: الاستطالة مع السّخاء والبطر مع الغناء.
كان يقال: لا تدع على ولدك بالموت، فإنَّه يورث الفقر.
قال أعرابيٌ من باهلة:
سأعمل نصّ العيس حتَّى يكفَّني ... غنى المال يوماً أو غنى الحدثان
فللموت خيرٌ من الحياةٍ يرى لها ... على الحرِّ بالإقلال وسم هوان
كأنَّ الغنى في أهله بورك الغنى ... بغير لسانٍ ناطقٌ بلسان
وقال يحيى بن حكم الغزال، وتروى لغيره ابن المعتز، أو غيره:
إذا كنت ذا ئروةٍ من غنًى ... فأنت المسوَّد في العالم
وحسبك من نسب صورةٌ ... تخبِّر أنَّك من آدم
وللغزال أيضاً:
إنِّى حلبت الدَّهرأصناف الدِّرر ... فمرَّةً حلوٌ وأحياناً مقر
وعلقماً حيناً وأحياناً صبر ... وجلُّ ما يسقيكه الدَّهر كدر
فلم أجد شيئاً من الفقر أمرّ ... ألا ترى أكثر من فيها يفرّ
مخافة الفقر إلى نارٍ سقر وقال آخر:
لعمرك إنَّ القبر خيرٌ من الفقر ... لمن كان ذا يسرٍ وعاد إلى عسر
ولعروة بن الورد:
دعيني للغنى أسمى فإنِّي ... رأيت النَّاس شرُّهم الفقير
وأحقرهم وأهونهم عليهم ... وإن أمسى له كرمٌ وخير
يباعده الخليل وتزدريه ... حليلته وينهره الصَّغير
وتلقي ذا الغنى وله جلالٌ ... يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليلٌ عيبه والعيب جمٌ ... ولكن للغنى ربٌّ غفور
وقال آخر:
رأيت النَّاس لمَّا قلَّ مالي ... وأكثرت الغرامة ودَّعوني
فلمَّا أن غنيت وثاب وفرىإذا هم لا أب لك راجعني
وقالوا: بقدر ما يعطى الغنىُّ من الإيسار، يعطى من الإجلال، وبقدر ما ينزل بالفقير من فقر يذهب بهاؤه وتتضع منزلته، حتى يتهمه من كان يأمنه، ويسيء به الظن من كان يثق به. ومحاسن الغني مساوىء الفقير، إذا كان جواداً قالوا: مبذر، وإن كان لسناً قالوا: مهذار، وإن كان شجاعاً، قالوا: أهوج، وإن كان حليماً صموتاً، قالوا: عيّ بليد، وكل شيء هو للغنىّ مدح هو للفقير ذم.
قال الشاعر:
لعمرك إنَّ المال قد يجعل الفتى ... سنيَّاً وإنَّ الفقر بلمرء قد يزري
فما رفع النَّفس الدَّنيئة كالغنى ... ولا وضع النَّفٍس الكريمة كالفقر
وقال حبيب:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسَّيل حربٌ للمكان العالي
وللمغيرة بن حبناء:
وماالفقر يزري بالرَّجال ولا الغنى ... ولكن قلوب القوم للقوم تقدح
وقال امرؤ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدَّرب دونه ... وأيقن أنَّا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنَّما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
وقال أبو العتاهية:
أجلَّك قومٌ حين صرت إلى الغنى ... فكلُّ غنيٍّ في العيون جليل
إذا مالت الدُّنيا إلى المرء رغَّبت ... إليه ومال النَّاس حيث يميل
وليس الغنى إلاَّغنىً زيَّن الفتى ... عشيَّة يقرى أو غداة ينيل
وقال الصَّلتان العبديّ:
إذا قلت يوماً لمن قد ترى ... أروني السّرىَّ أورك الغنى
وقال ابن سعدان:
تقنَّع بما يكفيك والتمس الرِّضا ... فإنَّك لا تدري أتصبح أم تمسي
فليس الغنى عن كثرة المال إنَّما ... يكون الغنى والفقر من قبل الَّنفس
وقال بكر بن أذينة:
كم من فقيرٍ غني النَّفس نعرفه ... ومن غنيٍّ فقير النَّفس مسكين
وقال محمود الوراق:
لبست صروف الدَّهر كهلاً وناشئاً ... وجرَّبت حالي على العسر واليسر
فلم أر بعد الدِّين خيراً من الغنى ... ولم أر بعد الكفر شراً من الفقر
ولمحمود الوراق:

نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست