نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 214
ومن عجائب الدنيا، صنم قادس في غرب الأندلس على البحر من كورة شذونة، وقد ذكره الأوائل، ونقل أهل الأخبار خبره، ومن أحسن ما قيل في وصفه من النظم ما أنشده غير واحد لأبي عثمان الشذوني العروضي، يخاطب بعض قواد شذونة، إذ أدخله إليه فرآه على قرب في تلك الجزيرة، فقال:
يا سيدا أبصرت عيني به عجباً ... فما أبالي يقول الناس عن رهبي
لله ما أبصرته في شذونة من ... عجائب كنت في إبصارها سببا
آثار مملكةٍ دلت على ملكٍ ... أذل بالملك أعناق الورى حقبا
وأسودٍ واقفٍ في رأس صومعةٍ ... كأنه فوقها بالروح قد صلبا
مقدماً رجله اليمنى ليرفعها ... كأنه يشتكي من طول ما تعبا
يمد يمناه بالمفتاح تحسبه ... مناولا غيره عجلان مكتئبا
وصكه في اليد اليسرى قد انقبضت ... كأنه ساتر عنا لما كتبا
يومي إلى البحر نحو الغرب وجهته ... مستقبلاً لغروب الشمس منتصبا
لابد والله من قفلٍ سيفتحه ... مفتاحه بعد الميقات أو قربا
وسائلٍ لي عما ضل جوهره ... والذهن في فك معناه قد انتشبا
أجبته إن في أخباره عجباً ... فلا تسل عنه صفراً كان أو ذهبا
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه: ما خلق الله خلقاً أشر من الخزر، ما بعث منهم نبي ولا صديق.
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه لابنه الحسن: يا بني! كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع. قال: وكيف؟ قال: الإيمان ما سمعناه بآذاننا وصدقناه بقلوبنا، واليقين ما رأيناه بأعيننا فتيقنا، وبين السمع والبصر أربع أصابع. قال: أشهد أنك ابن رسول الله.
قال الحكماء: شيئان أعيت الحكماء الحيلة فيهما، إذا أقبل الأمر أعيت الحيلة فيه أن يدبر، وإذا أدبر أعيت الحيلة فيه أن يقبل.
قال خالد بن صفوان: احترس من العين فو الله لهي أنم من اللسان.
كان يقال: من أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك.
كان يقال: مثلت الدنيا بطائر، فالبصرة ومصر جناحان، والشام والعراق والجزيرة وما والاها الجوف، واليمن الذنب.
تقول العرب: مضر رحاها خندف، وهامتها تميم، وفرسانها قيس، وأئمتها كنانة، ولسانها أسد.
قال الخشني: لا تكرم ولا تعظم إلا من يرجى خيره، أو يخاف شره، أو يقتبس من علمه، أو من بركة دعائه.
خطب أرسطو طاليس يوماً فأطال، وعنده شاب مطرق، فقال له: مالك لا تتكلم؟ قال: إن الله خلق الإنسان أذنين اثنين ولساناً واحداً ليسمع أكثر مما يقول.
من أمثال العرب: من يجمع بين الأروى والنعام! لأن الأروى لا تسهل، وإنما تسكن الجبال، والنعام يسكن السهل، ولا ترقى الجبال.
ومن قولهم: بيضة البلد؛ فمدح وذم، فمن المدح قول علي رضى الله عنه: أنا بيضة الإسلام، ومن المدح قول حسان:
وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
يعني نفسه. وأما الذم فقول الراعي في عدي بن الرقاع:
لو كنت من أحدٍ يهجي هجوتكم ... يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد
تأبى قضاعة أن تدري لكم نسباً ... وابنا نزارٍ فأنتم بيضة البلد
ابنا نزارٍ: ربيعة ومضر.
قال قبيصة بن جابر الأسدي، يوم صفين:
قد حافظت في حربها بنو أسد ... ما مثلها تحت العجاج من أحد
لسنا بأوباشٍ ولا بيض البلد قيل للأموية: أي شيءٍ أحسن؟ قالت: القصور والبيض في الحدائق الخضر.
قال أبو لبيد الرياحي: سألت شيخاً لنا: أي شيء أحسن؟ قال: بيضة في روضة.
تقول العرب: لا شيء أظل من حجر، ولا أفيأ من شجر.
قال الشاعر:
إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنى ... فأبعدكن الله من شجرات
وقال آخر:
فلا تجزعن على أيكةٍ ... أبت أن تظلك أغصانها
وقال آخر، هو الحسن بن هانئ:
لا أذود الطير عن شجرٍ ... قد بلوت المر من ثمره
كلم الحجاج امرأة من الخوارج، وهي معرضة عنه، فقيل لها: يكلمك الأمير وأنت معرضة عنه؟ فقالت: إني لأستحي أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه.
قال رجل من بني كلاب من الخوارج، يخاطب معاوية بن أبي سفيان رحمه الله:
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 214