نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 136
قال أحمد بن أبي دواد: من نال دنيا فلم يرفع وليا،ولا وضع عدوا فليس بكريم.
قال شعيب بن حرب:ليس السخى من أخذ المال من غير حله فبذره، وإنما السخىّ من عرض عليه ذلك المال فتركه، أوجمع من حق ووضع في حق.
كان زياد بن أبيه يقول:من منع ماله سبل الحمد أورثه من لا يحمده.
قال إبراهيم بن أبي عبلة: سمعت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز،يقول: أف للبخل والله لو كان طريقاً ما سلكته، ولو كان ثوبا طريفا ما لبسته.
قال معاوية بن أبي سفيان لأبي مسلم الخولاني: إنكم معشر العباد فيكم النكاح والحدة والسماح. قال: أما النكاح فإنا لا نعدل عن أهلينا، وأما الحدة فإن قلوبنا ملئت خيراً فلا موضع فيها للشر، وأما السماح فبحسن الظن منا بالخلف من الله تعالى.
قال سفيان بن عيينة: ما استقصى كريمٌ قط، ألم تسمع إلى قوله الله تعالى: " عرف بعضه وأعرض عن بعض ".
قال أسماء بن خارجة: لو لم يدخل على البخلاء في بخلهم إلا سوء ظنهم بربهم في الخلف لكان ذلك عظيماً.
قال زهير:
ومن يك ذا فضلٍ فيبخل بفضله ... على قومه يستغن عنه ويذمم
وقال محمد بن يسير:
كم مانع نفسه لذاتها حذراً ... للفقر ليس له من ماله ذخر
إن كان إمساكه للفقر يحذره ... فقد تعجل فقراً قبل يفتقر
وقال آخر:
ما أعلم الناس أن الجود مدفعةٌ ... للبخل لكنه يأتي على النشب
وقال ابن مطير الأسدي:
وما الجود عن فقر الرجال ولا الغنى ... ولكنه خيم الرجال وخيرها
وقال آخر:
إني امرؤ أجزى الكريم بوده ... وأصد عن وصل اللئيم وأقطع
وقال منصور الفقيه:
جهلوا القياس للطفه فتوهموا ... أن البخيل وكلبه مثلان
والكلب يحفظ أهله ويقيهم ... ويكف طارقهم عن العدوان
والنذل يوحش أهله ويجيعهم ... ويحض ناصرهم على الحذلان
فها ومن جعل الكلاب أعزة ... والباخلين أذلةً ضدان
قال أردشير: احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع، واعلموا أن الكرام أصبر نفوساً، واللئام أصبر أجساماً.
قال الشاعر:
إن ذا اللؤم إذا أكرمته ... حسب الإكرام حقا لزمك
وأخا الفضل إذا أكرمته ... لم يصغرك ولكن عظمك
قال أبو الطيب المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وقال آخر:
أراك تؤمل حسن الثنا ... ء ولم يرزق الله ذاك البخيلا
وقال آخر:
تريدين أن أرضى وأنت بخيلة ... ومن ذا الذي يرضي الأخلاء بالبخل
وقال آخر:
ندبتكم لنفعي أن قدرتم ... فلم أر فيكم حراً كريما
ومالي عندكم ذنب أراه ... سوى أني عرفتكم قديما
وقال زيد بن عمرو النخعي:
لقد كذب المعاشر حين قالوا ... عليٌ والمخارق سيدان
هما حجران من جبل صلودٍ ... إذا قيل ارشحا لا يرشحان
فلولا البخل إن البخل عارٌ ... أبا عمرو إذا أعجبتماني
وقال ابن أبي فنن:
وإن أحق الناس باللوم شاعرٌ ... يلوم على البخل الرجال ويبخل
وقال الحطيئة:
سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا ... فسيان لاذم عليك ولا حمد
وقال منصور الفقيه:
زاد البخيل إذا مضى لسبيله ... ذم العدا وقطيعة الوراث
وأخو السماحة فحظه من أهله ... ومن الغريب مدائحٌ ومراث
ولمنصور الفقيه أيضاً:
أما رغيف بني السلي ... ل فمن حمامات الجرم
ما إن يحس ولا يمس ... ولا يذاق ولا يشم
فإذا نزلت بدارهم ... فانزل بشدقٍ ملتثم
حتى تعيش مسلَّماً ... يا من يعيش بغير فم
ولمنصور الفقيه أيضاً:
إذا تغدوا ربطوا قطهم ... بخلاً بما تطرحه المائدة
ما عرضت قطُّ لهم تخمةً ... ولا تشكوا معدة فاسدة
قال الحسن بن هانئ:
وباخل جئته فقدّم ... كسرة خبز وعينه عبرى
نام کتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 136