responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 275
(وصاموا نَهَارا دَائِما ثمَّ أفطروا ... على بلغ الأقوات واستعملوا الكدا)
(أُولَئِكَ قوم حسن الله فعلهم ... وأورثهم من حسن فعلهم الخلدا)
رجال جالت قُلُوبهم فِي الملكوت رجال تَفَكَّرُوا فِي العظمة والجبروت رجال استقاموا على عبَادَة الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت رجال خطرت على قُلُوبهم الأشجان وأتعبوا النُّفُوس والأبدان وتسربلوا الْخَوْف وَالْأَحْزَان وَأَقْبلُوا على مَوْلَاهُم كورود الظمآن
شربوا بكأس الزلَال مَعَ الْيَمين وتأسوا بِسَيِّد الْمُرْسلين وَعمِلُوا أَعمال الصَّالِحين وأتبعوا سيرة الْمُؤمنِينَ واستقاموا على طَرِيق الْهدى وَالدّين
رجال شربوا بكأس الوداد وَالْحب فكشف لَهُم حجب الْغَيْب وَغفر لَهُم مَا عمِلُوا من ذَنْب فأشعلوا فِي قُلُوبهم نيران خوف الْملك الرب
رجال أقلقهم خوف الْوَعيد وأنحل أجسامهم التفكر الشَّديد رجال تجنبوا الْفَوَاحِش والآثام ولذيذ الشَّرَاب وَالطَّعَام رجال ليلهم قيام ونهارهم صِيَام يطْلبُونَ رضَا ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام
وأنشدوا
(سقوا كأس الْمحبَّة فاطمأنت ... قُلُوبهم وهيجها الْيَقِين)
(إِلَى ملك تحن إِلَيْهِ شوقا ... وَلَيْسَ لَهَا إِلَى أحد حنين)
(يمِيل بهم هبوب الْقرب ميلًا ... كَمَا مَالَتْ مَعَ الرّيح الغصون)
رجال كحلوا أَعينهم بالسهر وغضوها عَمَّا لَا يحل من النّظر وشغلوا خواطرهم بالفكر وأشغلوا قُلُوبهم بالعبر رجال أزعجوا أنفسهم عَن الأوطان ولزموا مَسَاجِد الْملك الرَّحْمَن وجالت قُلُوبهم فِي عُلُوم الْقُرْآن وَمَا واعدهم وتواعدهم بِهِ الْمَاجِد الديَّان
وأنشدوا
اخْتصم الطّرف مَعَ فُؤَادِي ... فِي وصارا إِلَى عناد)
(فَقَالَ طرفِي أَن ابْتليت ... بطول ليلِي وبالسهاد)
(وَقَالَ قلبِي أَنا المقلا ... بالكرب الصعبة الشداد)
(فَقَالَ جسمي قتلتماني ... أَنا الَّذِي ذبت فِي الْجِهَاد)
430 - الزهاد

رجال قد نحلت مِنْهُم الْأَبدَان وتغيرت مِنْهُم المحاسن والألوان وَخَوف الْعَذَاب والنيران وشوقا إِلَى نعيم الْجنان
رجال صحبوا الْقُرْآن بِحسن الْعَمَل وَلم

نام کتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست