responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 203
وَيكون هُوَ فِي قَبره أَو فِي رمسه مثبورا
وأنشدوا
(أخلق الْمَوْت جدتي ... ومحا حسني البلى)
(صرت بَين النَّعيم فِي ... منزل الْبعد والقلى)
(وجفاني أحبتي ... حِين غيبت فِي الفلا)
يَا أخي تفكر فِي تِلْكَ الأكفان
وَتغَير الروائح وصولة الديدان ونهش العقارب والحيات والكون تَحت أطباق الثرى والظلمات
وانظروا إِلَى أحبابكم فِي بسط الأرماس كَيفَ عدموا الأناس والحراس وانقطعت عَنْهُم الحركات وسكنت مِنْهُم الأنفاس وأنشدوا
(أتعمى عَن الدُّنْيَا وَأَنت بَصِير ... وتجهل مَا فِيهَا وَأَنت خَبِير)
(وتصبح تبنيها كَأَنَّك خَالِد ... لقد كَانَ فِيمَا قد بلوت نَذِير)
(مَتى أَبْصرت عَيْنَاك أَمر وَلم يكن ... يخبرنا أَن الْبَقَاء يسير)
(فدونك فَاصْنَعْ كلما أَنْت صانع ... فَإِن بيُوت الْمُتَّقِينَ قُبُور)
331 - حِكَايَة عَن الْحسن الْبَصْرِيّ

يحْكى عَن الْحسن الْبَصْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه نظر إِلَى جَنَازَة قد وضعت فِي لحدها فَقَالَ يَا لَهَا من موعظة بليغة لَو صادفت قلوبا حَيَّة وَالله لقد فَضَح الْمَوْت الدُّنْيَا وَلم يتْرك فِيهَا لذِي نسب فَرحا
ثمَّ أَشَارَ إِلَى امتداد الْقُبُور فَبكى وَقَالَ هَؤُلَاءِ أهل محلّة قد كفى من جلس إِلَيْهِم شرهم وَإِن ترحم عبد عَلَيْهِم وصل إِلَيْهِم مَا ترحم بِهِ
عباد الله اعلموا أَن الْقُبُور منزلَة بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فاعملوا لمثل هَذَا الْيَوْم فَإِنَّمَا هم إخْوَانكُمْ تقدمُوا وَأَنْتُم فِي الْأَثر أَيهَا المتخلف من بعد أَخِيه أَنْت الْمَيِّت من بعده غَدا وَالْبَاقِي بعْدك هُوَ الْمَيِّت فِي أثرك الأول فَالْأول حَتَّى يتوفوا جَمِيعًا فكأنا بكم قد عمكم الْمَوْت واستويتم جَمِيعًا فِي سكراته وحللتم جَمِيعًا فِي الْقُبُور إِلَى يَوْم النشور
فَالله الله تَفَكَّرُوا فِي طول الْبلَاء فِي ظلمات بَين أطباق الثرى
وأنشدوا
(أخي مَا بَال قَلْبك لَيْسَ ينقي ... كَأَنَّك لَا تظن الْمَوْت حَقًا)
(أيا ابْن الَّذين فنوا وبادوا ... اما وَالله مَا بادوا وَتبقى)
(وَمَا أحد بزادك مِنْك أحصى ... وَمَا أحد بزادك مِنْك أَشْقَى)

نام کتاب : بستان الواعظين ورياض السامعين نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست