responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية نویسنده : الخادمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 173
وَأَجَلًا اخْتِرَامِيًّا بِحَسَبِ الْآفَاتِ وَالْأَمْرَاضِ.

(وَالْحَرَامُ) وَهُوَ مَا نُصَّ أَوْ أُجْمِعَ عَلَى مَنْعِ تَنَاوُلِ عَيْنِهِ أَوْ جِنْسِهِ أَوْ وَرَدَ فِيهِ حَدٌّ أَوْ تَعْزِيرٌ أَوْ وَعِيدٌ شَدِيدٌ سَوَاءٌ كَانَ سَبَبُ الْحُرْمَةِ مَضَرَّةً خَفِيَّةً كَالزِّنَا وَمُذَكَّى الْمَجُوسِ أَوْ جَبَلِيَّةً كَالسُّمِّ وَالْخَمْرِ فَلَوْ ضَرَّ الْعَسَلُ كَمَا لِلْأَمْزِجَةِ الْحَارَّةِ حُرِّمَ وَمَا لَا نَصَّ فِيهِ حِلًّا وَحُرْمَةً يَرْجِعُ إلَى الطِّبَاعِ السَّلِيمَةِ مِنْ الْعَرَبِ فَمَا اسْتَخْبَثُوهُ فَهُوَ حَرَامٌ وَمَا لَا فَحَلَالٌ كَذَا عَنْ شَرْحِ الْجَوْهَرَةِ لِلَّقَانِيِّ (رِزْقٌ) فِي اللُّغَةِ الْحَظُّ الْمُعْطَى وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْعَطَاءِ وَقِيلَ: هُوَ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ وَبِالْكَسْرِ اسْمٌ وَفِي الْعُرْفِ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْحَيَوَانُ وَقَدْ يُرَادُ بِالتَّغَذِّي وَغَيْرِهِ وَأُورِدَ عَلَيْهِ بِلُزُومِ كَوْنِ الْعَوَارِيِّ زِرْقًا وَيَلْزَمُ أَكْلُ شَخْصٍ رِزْقَ غَيْرِهِ وَالْمَشْهُورُ أَنَّ الرِّزْقَ اسْمٌ لِمَا يَسُوقُهُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى الْحَيَوَانِ فَيَأْكُلُهُ حَلَالًا أَوْ حَرَامًا (وَكُلٌّ يَسْتَوْفِي رِزْقَ نَفْسِهِ وَلَا يَأْكُلُ أَحَدٌ رِزْقَ غَيْرِهِ وَلَا غَيْرُهُ رِزْقَهُ) وَبِالْجُمْلَةِ لِلرِّزْقِ مَعْنَيَانِ: خَاصٌّ بِالْمَأْكُولِ وَعَامٌّ لِمُطْلَقِ الِانْتِفَاعِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى - {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]- لَعَلَّ الْخَاصَّ شَامِلٌ لِلْحَرَامِ وَهُوَ الْمَرَامُ هُنَا وَالْعَامُّ خَاصٌّ بِالْمِلْكِ الْحَلَالِ وَمِنْ هُنَا يَكَادُ أَنْ يَكُونَ نِزَاعُ الْمُعْتَزِلِيِّ فِي أَنَّ الْحَرَامَ لَيْسَ بِرِزْقٍ لَفْظِيًّا إذْ هُوَ عَلَى الْمَعْنَى الْأَخِيرِ.

(وَعَذَابُ الْقَبْرِ) التَّخْصِيصُ بِالْقَبْرِ إمَّا عَلَى الْغَالِبِ أَوْ يُرَادُ مِنْ الْقَبْرِ مُطْلَقُ الْبَرْزَخِ وَإِلَّا فَالْغَرِيقُ فِي الْمَاءِ وَالْمَصْلُوبُ وَالْمُحَرَّقْ إلَى إنْ كَانَ رَمَادًا وَالْمَأْكُولُ لِلْحَيَوَانِ وَنَحْوِهَا مُعَذَّبٌ إنْ أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَاخْتُلِفَ فِي كَيْفِيَّتِهِ فَقِيلَ: عَنْ النِّهَايَةِ يُعَذَّبُ بِلَا حَيَاةٍ إذْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِشَرْطٍ فِي ثُبُوتِ الْأَلَمِ وَقِيلَ: بِحَيَاةٍ فَقِيلَ: يُجْعَلُ الرُّوحُ فِي جَسَدِهِ كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا فَيَجْلِسُ وَيُسْأَلُ وَقِيلَ: السُّؤَالُ لِلرُّوحِ فَقَطْ وَقِيلَ: يَدْخُلُ الرُّوحُ فِي جَسَدِهِ إلَى صَدْرِهِ وَقِيلَ: يَدْخُلُ بَيْنَ كَفَنِهِ وَجَسَدِهِ وَجَاءَ فِي كُلِّ ذَلِكَ آثَارٌ وَالصَّحِيحُ أَنْ يُقَرَّ بِأَصْلِهِ وَلَا يُشْتَغَلَ بِكَيْفِيَّتِهِ وَقِيلَ: الْأَصَحُّ مَحَلُّ الْعَذَابِ الرُّوحُ وَالْبَدَنُ جَمِيعًا بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَكَذَا فِي النَّعِيمِ - قَالَ الْعَلَّامَةُ الثَّانِي فِي التَّهْذِيبِ وَبِالْجُمْلَةِ فَاَلَّذِي ثَبَتَ فِي الدِّينِ هُوَ أَنَّ لِلْمَيِّتِ فِي الْقَبْرِ نَوْعَ حَيَاةٍ قَدْرَ مَا يَتَأَلَّمُ وَيَتَلَذَّذُ وَهَلْ ذَلِكَ بِإِعَادَةِ الرُّوحِ إلَيْهِ أَوْ بِالْحَالَةِ الَّتِي يُسَمَّى زَوَالُهَا مَوْتًا، فِيهِ تَرَدُّدٌ.
وَقَالَ فِي بَحْرِ الْكَلَامِ الْعَذَابُ لِلرُّوحِ وَالْجَسَدِ (لِلْكَافِرِينَ) أَيْ كُلِّهِمْ فَإِنَّ الْأَصْلَ فِي الْجَمْعِ مَعَ اللَّامِ عِنْدَ عَدَمِ الْعَهْدِ الِاسْتِغْرَاقُ.
قَالَ فِي بَحْرِ الْكَلَامِ يُرْفَعُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ وَشَهْرِ رَمَضَانَ بِحُرْمَةِ هَذَا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا رُفِعَ عَنْهُمْ مَا دَامُوا فِي الدُّنْيَا بِحُرْمَتِهِ (وَلِبَعْضِ عُصَاةِ الْمُؤْمِنِينَ) فَغَيْرُ الْعَاصِي يَعْنِي الْمُطِيعَ وَبَعْضُ الْعُصَاةِ وَهُمْ مَنْ لَا يُرِيدُ اللَّهُ تَعَالَى تَعْذِيبَهُمْ لِأَنَّهُ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ لَا يُعَذَّبُ بَلْ يُنَعَّمُ كَمَا يُصَرِّحُ بِهِ هُنَا لَكِنْ فِي الْبَحْرِ إنَّ الْمُطِيعَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَذَابٌ لَكِنْ لَهُ ضَغْطَةٌ فَيَجِدُ هَوْلَ ذَلِكَ وَخَوْفَهُ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِعَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - وَعَنْ أَبَوَيْهَا «كَيْفَ حَالُك عِنْدَ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَسُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ ثُمَّ قَالَ يَا حُمَيْرَاءُ إنَّ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ لِلْمُؤْمِنِ كَغَمْزِ الْأُمِّ رِجْلَ وَلَدِهَا بِيَدِهَا وَسُؤَالَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ لِلْمُؤْمِنِينَ كَالْإِثْمِدِ لِلْعَيْنِ إذَا رَمِدَتْ» وَلِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «قَالَ لِعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: كَيْفَ حَالُك إذَا أَتَاك فَتَّانَا الْقَبْرِ فَقَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: أَنَا أَكُونُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ وَيَكُونُ مَعِي عَقْلِي فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَعَمْ فَقَالَ عُمَرُ: إذًا لَا أُبَالِي وَالْعَذَابُ لِلْعَاصِي وَالضَّغْطَةُ لِلْمُطِيعِ يَزُولُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتَهُ ثُمَّ لَا يَعُودُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنْ كَانَ مَوْتُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَتَهُ يَكُونُ الْعَذَابُ وَالضَّغْطَةُ سَاعَةً وَاحِدَةً ثُمَّ يَزُولُ وَلَا يَرْجِعُ أَيْضًا» انْتَهَى مُلَخَّصًا لَعَلَّ ذَلِكَ مُخْتَلِفٌ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَإِلَّا فَالْعُمُومُ فِي غَايَةِ الْخَفَاءِ وَقِيلَ: هَذَا الْعَذَابُ مُخْتَصٌّ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ إكْرَامًا لَأَنْ يَنْتَهِيَ عَذَابُهُمْ فِي الْقَبْرِ وَالْأَصَحُّ الْعُمُومُ وَالدَّلِيلُ عَلَى ثُبُوتِ الْعَذَابِ وَكَذَا التَّنْعِيمُ آيَاتٌ وَأَحَادِيثُ مُتَوَاتِرَةٌ مَعْنًى - {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46]- {أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا} [نوح: 25] {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ - يُرْزَقُونَ - فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 46 - 170] «الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النِّيرَانِ» .
«إذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ مَلَكَانِ» الْحَدِيثَ وَبِالْجُمْلَةِ ثُبُوتُ ذَلِكَ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ السُّنَّةِ. لَا يَخْفَى أَنَّ دَلَالَةَ النُّصُوصِ عَلَى عَذَابِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ كُلًّا وَبَعْضًا لَيْسَتْ بِظَاهِرَةٍ إلَّا أَنْ يُدَّعَى دَلَالَةُ الْإِجْمَاعِ عَلَيْهِ فَافْهَمْ.

نام کتاب : بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية نویسنده : الخادمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست