نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 442
حدودها إبراهيم عليه السلام والرسل من ذريته منذ موسى عليه السلام حتى محمد -صلى الله عليه وسلم- وأقاموا مؤسساتها التي صار محورها المسجد الحرام، والحرم النبوي، والمسجد الأقصى.
ثالثا: توجيه "الأمة المسلمة الكبرى" لحمل -الرسالة الإسلامية- ونشر نموذج "المثل الأعلى" الإسلامي بين الأمم الأخرى، بعد أن تعيش الأمة المثل المذكور واقعا قائما، وتجعل منه "جنسية" حية، و"ثقافة" فاعلة متحركة يستطيع بنو البشر تذوقها، وتعشقها حالما تقع أبصارهم على أفراد الأمة "المجاهدين" في سبيل نشرها.
وهذا المنهج -في الانسحاب والعودة- هو ما وجه إليه الله سبحانه رسوله الكريم حين انسحب من مجتمع مكة قبيل الرسالة ليتفكر، ويتحنث في -غار حراء- إلى أن عاد إلى الإنسانية بتصور جديد لوجودها، ومراجعة شاملة لموروثاتها الدينية، والاجتماعية، والكونية.
ولقد اقتفى أثر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الانسحاب والعودة مصلحون كثيرون، من أبرزهم حركة الإصلاح التي بدأها أبو حامد الغزالي وطبق منهجه عمليا طليعة كبيرة كان لهم الدور الأكبر في إخراج جيل صلاح الدين وعودة القدس[1]. ولكن أولئك المنسحبين ركزوا في "توبتهم" على "المثل الأعلى" دون الخبرات الاجتماعية والكونية"، ولذلك اقتصرت نجاحاتهم على تحقيق عنصر "الإخلاص" دون "الإصابة"، أو نقول: نجحوا في تنمية "الأمانة" دون "التمكين"[2]. ولذلك نجح -جيل صلاح الدين الذي أخرجوه- في ميدان الجهاد العسكري وتحرير المقدسات، ولكنه لم ينجح في تطوير النظم والمؤسسات التي تضمن استمرارية الحضارة الإسلامية وفاعليتها، [1] التعرف على كيفية إخراج جيل صلاح الدين راجع كتاب -هكذا ظهر جيل صلاح الدين، وهكذا عادت القدس -للمؤلف. [2] للوقوف على معاني: الإخلاص، والإصابة، والأمانة، والتمكين، راجع صفحات 93، 94 من هذا البحث.
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 442