نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 427
الرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه بأذاها فحذر من مستقبلها ونبه إلى روادها. من ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري حين قال:
بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اليمن بذهبة من أديم مقروظ لم تحصل من ترابها. قال فقسمها بين أربعة نفر: بين عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع إما علقمة بن علاثة وأما عامر بن الطفيل. فقال رجل من أصحابه كنا أحق بهذا من هؤلاء. قال فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء؟ " قال فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشر الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار. فقال: يا رسول الله! "اتق الله! " فقال: "ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله؟ " قال: ثم ولى الرجل. فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ فقال: "لا لعله أن يكون يصلي". فقال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم". قال: ثم نظر إليه وهو مقف فقال: "إنه يخرج من ظئظئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية". قال: أظنه قال: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود" [1].
هذا هو رائد التدين السطحي وسنة "الأشكال": رجل "كث اللحية"، "محلوق الرأس"، "مشمر الإزار". وهو ظئظئ -أي أصل- فئات يتبعون سنته، ويتلون كتاب الله رطبا -أي سهلا لكثرة حفظهم- ولكنهم إذا لاحت لهم شهوة أو منفعة قفزوا عليها، وتجردوا من الذوق والأخلاق ومرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية. ثم شاهد التاريخ الإسلامي نماذج من هؤلاء أولوهم بأنهم -الخوارج. والحقيقة أن الظاهرة لا تقتصر على فرقة معينة في زمن معين، وإنما هي ظاهرة متكررة كلما مرضت الأمة، وانتهت [1] صحيح مسلم، "شرح النووي"، جـ7، كتاب الزكاة، ص162، 163.
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني جلد : 1 صفحه : 427