responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني    جلد : 1  صفحه : 320
تعمل التربية على التحرر من الآبائية، وعلى اتخاذ موقف علمي من التراث المتحدر من الماضي. واتخاذ هذا الموقف يتطلب من العقل المسلم أن يتحرر من المقولة المتلبسة لباس الورع والولاء الإسلامي: مقولة عدم الخوض فيما اختلف عليه السلف، وترك خلافاتهم إلى الله تعالى ثم الزعم أن هذه المقولة هي منهج أهل السنة والجماعة إزاء القضايا، التي اختلف حولها السلف في ميادين السياسة والفكر خاصة فيما يتعلق بالتحول المصيري، الذي أحدثته سياسات طلقاء مكة، والأمويين في مستقبل الأمة الإسلامية. فهذه المقولة تخلط -أو تشيع المغالطة- بين أمرين اثنين هما: "اللعن" و"النقد الإيجابي". فالذي نهى عنه أهل السنة والجماعة هو "اللعن"؛ لأنه لا يليق بالعالم، ولا هو من أخلاق المسلم، بل إن الله نهى عنه سب الكافر نفسه. ولكن "النقد الإيجابي" الذي يتناول الظواهر السلبية بالتحليل، والتقويم بغية الوضوح ودفع مسيرة الهدى والبناء هو أمر مطلوب؛ لأنه "توبة" فكرية، وتوبة الفكر مقدمة لتوبة الأعمال؛ لأن الفكر أصل العمل وأولى حلقاته.
والواقع أن مقولة -عدم الخوض فيما اختلف عليه السلف- ليست مقولة أهل السنة والجماعة، وإنما هي مقولة -فقهاء الخلفاء والسلاطين- الذين برزوا على مسرح الحياة الإسلامية بعد العصر الراشدي، وأوقفوا أنفسهم طوال التاريخ الإسلامي لإصدار الفتاوى، التي تبرز إرادات أصحاب الملك، والقوة وتبرر السكوت على الأوضاع القائمة الزاخرة بالمخالفات الخارجة على الشريعة، زاعمين إن هذا هو منهج أهل السنة، والجماعة الذين يتجنبون الفتنة، ويحاربون الفرقة. لذلك كان إطلاق اسم -أهل السنة والجماعة- على أولئك الفقهاء خطأ، ومغالطة تاريخية تحتاج إلى تصويب. فأهل السنة والجماعة الأصلاء انتهوا -كتيار فكري اجتماعي- بانتهاء أمثال سعيد بن جبير، وسفيان الثوري، والفضيل بن عياض، وعبد الله بن المبارك، ممن جاهدوا لجعل "محور السنة" في ميدان "الأعمال"، والتطبيقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وجعل "الشريعة فوق القوة" وتصدوا

نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست