responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني    جلد : 1  صفحه : 258
فهم خير الأمم للخلق، والخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"[1].
والمعروف الذي تشير إليه الآية اسم جامع لكل ما ينفع الجنس البشري، ويرتقي بسلوكهم والعلاقات المتبادلة بينهم. ولذلك حين سأل رجل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المعروف أجابه:
"لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم. ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق. وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك، وأنت تعلم نحوه فلا تسبه، فيكون أجره لك ووزره عليه. وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه" [2].
ومن الواضح أن التعريف النبوي لـ -المعروف- في الحديث المذكور، لم يتناول المعروف كله، وإنما راعى مستوى السائل وبيئته وجه انتباهه إلى ما يشيع في تلك البيئة. ولكن البحث الشامل في ما يوجه إليه القرآن، والحديث يظهر أن "المعروف" و"المنكر" يشملان شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والشعوب والأمم، وإن كل ما ينفع الإنسان، ويورث الانسجام مع سنن الله وقوانينه في الخلق يندرج في قائمة "المعروف"، وما يضر البشر، ويصطدم مع هذه السنن والقوانين يندرج في قائمة "المنكر".
وتعريف الرسالة -بهذا الشكل يخالف التصور الذي يطرحه البعض حين يدعون إلى الإسلام كرافعة قوة ووسيلة للنهوض بالمسلمين سياسيا، وعسكريا واقتصاديا، فهم يحلون الوسيلة محل الهدف، والهدف محل الوسيلة. فالنهوض بالمسلمين يندرج في قائمة الوسائل والنتائج، أما الهدف

[1] ابن تيمية، الفتاوى، علم السلوك، جـ10، ص59.
[2] مسند أحمد، جـ19، "تصنيف الساعاتي"، ص201.
نام کتاب : أهداف التربية الإسلامية نویسنده : ماجد عرسان الكيلاني    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست