نام کتاب : النهاية في الفتن والملاحم نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 349
عنهم1 ثم قال: "اعلموا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّامَةِ[2] فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ والرقمة[3] فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ".
وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَّائِيُّ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ بِهِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حسن صحيح[4].
فصل
فَإِذَا قَامَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَجَدُوا الْأَرْضَ على غير صفة الأرض التي فارقوها قد دكت جبالها، وزالت[5] قلالها وتغيرت أحوالها، وانقطعت أنهارها، وبارت أشجارها، وسجرت[6] بحارها، وتساوت مهادها[7] ورباها[8]، وخربت مدائنها وقراها، وقد زلزلت زلزالها، وأخرجت أثقالها، وقال الإِنسان ما لها، وكذلك السموات، وَنَوَاحِيهَا، قَدْ تَشَقَّقَتْ، وَأَرْجَاؤُهَا قَدْ تَفَطَّرَتْ، وَالْمَلَائِكَةُ على أرجائها قد أحدقت[9] وشمسها وقمرها
1سري عنهم: كشف عنهم ما أصابهم من الهم والفزع. [2] الشامة: علامة في البدن يخالف لونها لون بقيته. [3] الرقة: بالراء المشددة المفتوحة وسكون القاف وفتح الميم: نقطة سوداء في حجم الدرهم والمراد بأنهم في الناس كالشامت في جنب البعير والرقمة في ذراع الدابة، الدلالة على تميزهم عن غيرهم من الأمم وقلة عددهم بالنسبة إليهم. [4] رواه الترمذي 2-200 أبواب التفسير"من سورة الحج". [5] القلاق: جمع قلة وهي أعلى الجبل. [6] سجرت البحار. صارت نيرانا من سجر التنور إذ أحماه وأوقده وأصل السجر إضرام النار وتهييجها. [7] مهاد الأرض: المستوي منها. [8] الربا: جمع ربوة، وهي المكان المرتفع عما حوله. [9] أحدقت: أحاطت.
نام کتاب : النهاية في الفتن والملاحم نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 349