فهذا أحد أسلافهم ممن قصر همته على ملاحقة النساء لما قيل له جاهد في سبيل الله ـ قال:
يقولون جاهد يا جميل بغزوة ... وأي جهاد غيرهن أريد
لكل حديث بينهن بشاشة ... ولك قتيل عندهن شهيد 1
10 ـ انتشار الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمجتمع، فتفقده القوة والمنعة والصمود، مما يجعله عرضة للزوال في أي لحظة.
11 ـ ضعف الثقافة في المجتمع:
فإذا انتشرت هذه الفاحشة في مجتمع ـ فلا ريب أنها ستؤثر على ثقافته بأثيرا سيئا، فتجد من ابتلي بهذا الداء لا يقرأ إلا لماما، وربما لا يقرأ أبدا، وإذا قرأ فماذا سيقرأ؟ الجواب أنه لن يقرأ إلا ما يلائم طباعه، ويشبع غرائزه، ويذكي كوامن الشهوة فيه، فتضعف بذلك ثقافة المجتمع وتضمحل، مما يجعل هذا المجتمع يقبل أي فكرة باطلة، أو شذوذ منحرف، فيسهم ذلك بتصدع بنيانه وانهيار كيانه.
12 ـ عزوف الرجال عن الزواج:
فاللواط سبب لاكتفاء الرجال بالرجال، والرغبة عن الزواج، وبالتالي يقل الزواج، وتكثر العنوسة، وذلك مدعاة لشيوع منكر آخر وهو الزنا، ولا يخفى ما للزنا من آثار وبيلة على المجتمع، فمن آثاره اختلاط الأنساب، وكثرة أولاد الزنا الذين لا يجدون من يربيهم ويشرف عليهم، وإن وجدوا ـ فلن يجدوا الحب الحقيقي، الذي هو حق لكل طفل، ولن يجدوا من يرشدهم إلى الصراط المستقيم؛ لذا فانحراف هؤلاء وارد، وإذا انحرفوا ـ أصبحوا معاول هدم للمجتمع [2].
1 شرخ ديوان جميل بثينة ص 21. [2] انظر التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي، د: فضل إلهي ظهير، ص 61.