نام کتاب : الطريق إلى الامتياز نویسنده : إبراهيم الفقي جلد : 1 صفحه : 93
بالغريزة، أما الإنسان فهو أفضل عند الله من كل هذه المخلوقات، وقد أعطانا المولى - عز وجل - العقل لكي يفضلنا على كثير من مخلوقاته.
وهنا قال الشاب: أعرف ذلك أيها الحكيم، ولكن ما هي الأسباب الأساسية التي من أجلها أعطانا الله نعمة العقل؟ فرد الحكيم مبتسماً وقال: على قدر علمي هناك أربعة أسباب رئيسية هامة وهي:
1- الاستدلال: فبالعقل يستطيع الإنسان أن يستدل على الخالق - عز وجل -؛ ولذلك قال الله - عز وجل - في كتابه الكريم: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [1] .. ثم قال الرجل الحكيم للشاب: في هذه الآية الكريمة يحثنا المولى - عز وجل - أن نستخدم قدرات العقل ونستدل عليه بخلقه ومعجزاته، فننظر إلى السماء ونرى ما نستطيع أن نراه ونفهم ما نراه، ونرى الشمس ونفهم روعتها وقوتها والغرض من وجودها؛ فنزداد إيماناً وحبًّا لله - عز وجل -، ونرى النجوم والطيور والمطر، ونشعر بالرياح، ونرى ما في الأرض من مخلوقات ومعجزات، ونرى الآيات ونفهمها؛ فنستدل بقوة العقل على وجود الخلق، وأن هناك [1] سورة آل عمران: 190، 191.
نام کتاب : الطريق إلى الامتياز نویسنده : إبراهيم الفقي جلد : 1 صفحه : 93