responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبصرة نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 420
سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نفسا إذا جاء أجلها} واعجباً لنفسٍ الموتُ مَوْئِلُهَا وَالْقَبْرُ مَنْزِلُهَا وَاللَّحْدُ مَدْخَلُهَا ثُمَّ يَسُوءُ عَمَلُهَا {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إذا جاء أجلها} .
كَمْ قَاطِعٍ زَمَانَهُ بِالتَّسْوِيفِ , بَائِعٍ دِينَهُ بِالْحَبَّةِ وَالرَّغِيفِ , مُشْتَرٍ لِلْوَيْلِ بِتَطْفِيفِ الطَّفِيفِ , يَتَمَنَّى الْعَوْدَ إِذَا رَأَتْ نَفْسُهُ مَا يُذْهِلُهَا {وَلَنْ يُؤَخِّرَ الله نفسا إذا جاء أجلها} .
كَمْ مَشْغُولٍ بِالْقُصُورِ يَعْمُرُهَا , لا يُفَكِّرُ فِي الْقُبُورِ وَلا يَذْكُرُهَا , يَبِيتَ اللَّيَالِيَ فِي فِكْرِ الدُّنْيَا وَيَسْهَرُهَا , يَجْمَعُ الأَمْوَالَ إِلَى الأَمْوَالِ يُثْمِرُهَا , وَقَعَ فِي أَشْرَاكِ الْمَنَايَا وَهُوَ لا يُبْصِرُهَا ,
أُفٍّ لِدُنْيَا هَذَا آخِرُهَا وَآهٍ لأُخْرَى هَذَا أَوَّلُهَا {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أجلها} .
إِذَا مَلَكَ شَمْسَ الْحَيَاةِ الْمَغِيبُ , قَامَ عَنِ الْمَرِيضِ الطَّبِيبُ فَأَخَذَ النَّفْسَ مِنْ بَاطِنِهَا التَّوْبِيخُ وَالتَّأْنِيبُ , فَلَوْ رَأَيْتَهَا تُسأل عَمَّا بِهَا وَلا تُجِيبُ مَنْ يَسْأَلُهَا {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إذا جاء أجلها} .
آهٍ لِسَاعَاتٍ شَدِيدَةِ الْكُرُبَاتِ , فِيهَا غَمَرَاتٌ لَيْسَتْ بِنَوْمٍ وَلا سُبَاتٍ , تَتَقَطَّعُ فِيهَا الأَفْئِدَةُ بِاللَّوْمِ عَلَى الْفَوَاتِ , وَتَبْكِي عَيْنُ الأَسَفِ لِمَا مَضَى مِنْ هَفوَاتٍ , وَالْمَرِيضُ مُلْقًى عَلَى فِرَاشِ الْحُرُقَاتِ , فَآهٍ ثُمَّ آهٍ مِنْ جِبَالِ حَسَرَاتِ يَحْمِلُهَا {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} .
لَقَدْ صَاحَ بِكَ الصَّائِحُ بِأَخْذٍ غَادٍ وَسَلْبٍ رَائِحٍ , يَكْفِي مَا مَضَى مِنْ قَبَائِحَ , فَاقْبَلِ الْيَوْمَ هَذِهِ النَّصَائِحَ فَإِنَّ الْمِسْكِينَ مَنْ يُهْمِلُهَا {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} .
والحمد لله وحده.

نام کتاب : التبصرة نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست