نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 4 صفحه : 376
لمواظبته عليها وسكن نشاطه وضعفت رغبته وعلم أنه لو ترفه ساعة بلهو وحديث عاد نشاطه فاللهو أفضل له من الصلاة
قال أبو الدرداء إني لأستجم نفسي بشيء من اللهو فيكون ذلك عوناً لي على الحق وقال علي كرم الله وجهه روحوا القلوب فإنها إذا أكرهت عميت
وهذه دقائق لا يدركها إلا سماسرة العلماء دون الحشوية منهم بل الحاذق بالطب قد يعالج المحرور باللحم مع حرارته ويستبعده القاصر في الطب وإنما يبتغي به أن يعيد أولاًً قوته ليحتمل المعالجة بالضد والحاذق في لعب الشطرنج مثلاً قد ينزل عن الرخ والفرس مجاناً ليتوصل بذلك إلى الغلبة والضعيف البصيرة قد يضحك به ويتعجب منه
وكذلك الخبير بالقتال قد يفر بين يدي قرينه ويوليه دبره حيلة منه ليستجره إلى مضيق فيكر عليه فيقهره
فكذلك سلوك طريق الله تعالى كله قتال مع الشيطان ومعالجة للقلب والبصير الموفق يقف فيها على لطائف من الحيل يستبعدها الضعفاء فلا ينبغي للمريد أن يضمر إنكاراً على ما يراه من شيخه ولا للمتعلم أن يعترض على أستاذه بل ينبغي أن يقف عند حد بصيرته ومالا يفهمه من أحوالهما يسلمه لهما إلى أن ينكشف له أسرار ذلك بأن يبلغ رتبتهما وينال درجتهما ومن الله حسن التوفيق
الباب الثاني في الإخلاص وفضيلته وحقيقته ودرجاته فضيلة الإخلاص
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مخلصين له الدين {وقال} ألا لله الدين الخالص وَقَالَ تَعَالَى إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بالله وأخلصوا دينهم لله وقال تعالى فمن كان يرجو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بعبادة ربه أحداً نزلت فيمن يعمل لله ويحب أن يحمد عليه وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب رجل مسلم إخلاص العمل لله [1] وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال ظن أبي أن له فضلاً على من هو دونه مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما نصر الله عز وجل هذه الأمة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم [2] وعن الحسن قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول الله تعالى الإخلاص سر من سري استودعته قلب من أحببت من عبادي [3] وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لاتهتموا لِقِلَّةِ الْعَمَلِ وَاهْتَمُّوا لِلْقَبُولِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أخلص العمل يجزك منه القليل [4] وقال عليه السلام ما من عبد يخلص لله العمل أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه (5) [1] حديث ثلاث لا يغل عليهن قلب رجل مسلم إخلاص العمل لله أخرجه الترمذى وصححه من حديث النعمان بن بشير [2] حديث مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظن أن له فضلاً على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم رواه النسائى وهو عند البخارى بلفظ هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم [3] حديث الحسن مرسلا يقول الله تعالى الإخلاص سر من سرى استودعته قلب من أحببت من عبادى رويناه في جزء من مسلسلات القزوينى مسلسلا يقول كل واحد من رواته سألت فلانا عن الإخلاص فقال وهو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمى عن عبد الواحد بن زيد عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى وأحمد بن عطاء وعبد الواحد كلاهما متروك وهما من الزهاد ورواه أبو القاسم القشيري في الرسالة من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف [4] حديث أنه قال لمعاذ أخلص العمل يجزك منه القليل أخرجه أبو منصور الديلمى في مسند الفردوس من حديث معاذ واسناده منقطع
(5) حديث ما من عبد يخلص لله أربعين يوما أخرجه ابن عدى ومن طريقه ابن الجوزى في الموضوعات عن أبى موسى وقد تقدم
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 4 صفحه : 376